وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[354] وسعتهم رحمة الله فقبل توبتهم. ومرة اخرى خدعتهم ظنونهم الباطلة فظنوا انهم شعب الله المختار في أرضه (بل أبناء الله)، فأسدلت ستائر العمى والصم والجهل عليهم وطُردوا من رحمة الله تارة اخرى. إن هذه الآية تبين بوضوح ان الظنون الباطلة وخاصة ظن الأمان من عذاب الله يجعل غشاوة على الباصر والمسع ويعطلهما عن العمل. وعلى هذا، فالمراد من "فعموا وصموا" هو أن أعينهم ما بصرت آيات الله والآثار الباقية من الاقوام السالفة، وان آذانهم ما صغت لمواعظ الرسل. وبديهي ان اتباع الظن الباطل لمرة أو مرات لا يترك هذا المردد السلبي في الانسان، بل الاستمرار عليه هو السبب في ذلك. وهناك أقوال في سبب عطف الجملة الثانية على الاولى بـ "ثم" التي تدل على الفاصل الزمني. فقال البعص : إن استعمالها للاشـارة الـى مصيـرين مختـلفين لليهـود، أحدهما عندما هاجمهم أهل بابـل، والثـاني عندما هاجمهم الايرانيون والروميون وأسقطوا حكومتهم(1)، وقد جاء شرح ذلك في التفسير الأمثل في بداية سورة بني اسرائيل. وقال البـعض : إن الجملة الاولى اشارة الى عهد زكـريا ويحيـى وعيسى حيث خالفهم اليهود آنذاك، والعبارة الثانية اشارة الى عهد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) حيث أنكروا نبوته ورسالته(2). وقال البعض: إن العبارة الاولى تبين ان الله لعنهم وطردهم من رحمته وأعمـاهم وأصمهم لأجل ظنهم الباطل من أنهم شعب الله المختار، وقد شملتهم ــــــــــــــــــــــــــــ 1 - المنار الجزء 6 الصفحة 481. 2 - وقد ذكر هذا التفسير كاحتمال في تفسير الفخر الرازي الجزء 12 الصفحة 516 وكذا في روح المعاني الجزء 6 الصفحة 184.