وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[352] وَأَبْصاراً ... وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ). إن الآيـة تـؤكد أن تكذيبهم المتـوالي لآيات الله سبَّب سلب إدراكهم ومعرفتهم، فابصارهم ترى وآذانهم تسمع وأفكارهم تعقل ظاهراً، إلاّ ان الستار الحاجب حال دون استعانتهم بوسائل المعرفة هذه فابتلوا بعذاب الله. "يجحدون" من مادة "جحود" ويعني في الأصل نفي شيء تيقن الانسان من وجوده أو اثبات شيء يؤمن الانسان بعدمه، وبتعبير آخر: الجحود يعني انكار الواقعيات عمداً وعن معرفة(1). إن التجربة أثبتت ان الانسان اذا ما استمر في انكار الواقعيات، فستصبح القطعيات عنده ـ تدريجياً ـ شكاً، واذا استمر الانكار أكثر فان قدرته على التمييز تتبدل بحيث يرى الحق باطلا والباطل حقاً. وهناك مناشيء وعلل لهذا العمل (أي انكار الواقعيات مع العلم والمعرفة)، فتارة ينشأ عن العناد، وتارة اخرى عن التعصب، وتارة عن الكبر والغرور، وتارة يقدم الانسان عليه حفاظاً على مصالحه المادية التي تتعرض للخطر إذا ما كشف عن الحقائق، وتارة لأجل شهوات اخرى، وعلى أي حال فان لهذا العمل مردوداً سلبياً، وهو حدوث حجاب على العقل والفطرة فتنقلبُ قدرة التمييز عند الانسان رأساً على عقب. * * * 16 ـ حجاب الظن السميك إن اتباع الظنون الباطلة يغير العقل تدريجياً ويحرفه عن جادة المعارف ــــــــــــــــــــــــــــ 1 - مفردات الراغب مادة (جحد)، كما يقول الجوهري: إن الجحود هو الانكار مع العلم. كما ذكر ذلك صاحب مجمع البحرين في مادة (جحد).