وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[19] مشكلات التفسير الموضوعي: يواجه المفسّر في طريقه ثلاث مشكلات مهمّة على الأقل. 1 ـ ليس التفسير الموضوعي بان تجعل فهارس الآيات امامك وتجمع الآيات التي يرد فيها ذكر لكلمات المواضيع التي تريد البحث فيها، مثل الجهاد والتقوى لان الكثير من الآيات تتكلم حول هذه المواضيع بدون أن تُذكر فيها كلمة التقوى أو الجهاد وامثال هذا كثير. ولا بأس هنا ان نذكر مثالا واحداً، نحن نعلم أن الله سبحانه "رحمن" و"رحيم" و"أرحم الراحمين" وهذا المعنى منعكس في الكثير من آيات القرآن، ولكن توجد آيات تبيّن هذه الحقيقة بدون استعمال مادة "رحم" منها الآية (61) من سورة النحل (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النّاسَ بِظُلْمِهِم ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دابَّة)(1). ونفس هذا المعنى مع اختلاف يسير ذكر في الآية (45) من سورة فاطر (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النّاسَ بِظُلْمِهِم ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دابَّة) هاتان الايتان تشيران الى رحمة الله ولطفه المطلق على عباده من غير أن تُستعمل مادة (رحم) في الايتين. 2 ـ المشكلة الاُخرى في التفسير الموضوعي مشكلة جمع الآيات وأخذ النتيجة منها، فهذه العملية تحتاج الى دقة وظرافة وذوق ووعي كامل واحاطة تامّة بالآيات القرآنية والتفاسير، وعندما تكون الآيات المرتبطة بموضوع ما كثيرة ويكون لكل منها بعدٌ خاصٌ بها فان الجمع سيكون أكثر تعقيداً. مضافاً الى ذلك فانَّ التفسير الموضوعي لا يزال بخطو خطواته الاولى ولم يُبذل فيه سعي وعمل كثير. وهذا يجعل أمر البادئين بهذا العمل صعباً ومعقداً ويختلف كثيراً عن التفسير المعتاد المتّبع منذ نزول القرآن. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 - لابد من الاشارة ان الآية الاولى تشير الى ظلم الناس وفي الآية الثانية جاء بدل الظلم الاكتساب، ومن جمع الآيتين معا يظهر ان الكثير من الاعمال التي تصدر من الناس ليست خالية من نحو مِن انحاء الظلم.