وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[10] إنّ الكثير من آيات القرآن الكريم تأخذ بُعداً واحداً من ابعاد موضوع ما، فمثلا فيما يخص مسألة "الشفاعة" فقد ورد في بعض الآيات اصل امكان الشفاعة. وفي البعض الآخر "شروط الشفاعة" (سبأ 23، ومريم 78). وفي بعضها شروط "المشفَّع لهم" (الانبياء 28، غافر 18). وفي بعض تُنفى الشفاعة عن الجميع ما عدا الله تعالى (الزمر 44). وفي بعض آخر ثبتت الشفاعة لغير الله (المدثر 48). نجد انَّ حالة من الغموض تحيط بامور الشفاعة بدءً من حقيقة الشفاعة وحتى سائر الشروط والخصائص، ولكن عندما نأخذ آيات الشفاعة من القرآن ونضعها الى جانب بعضها ونفسّرها في ظلِّ بعضها البعض يرتفع هذا الغموش وتُحلُ المشكلة على أحسن وجه. وكذلك الآيات المتعلقة بأبعاد الجهاد. أو الغرض من أحكام الاسلام، أو الآيات المتعلقة بالبرزخ، أو مسألة علم الله، وكذلك موضوع علم الغيب، وهل أنّ العلم بالغيب ممكنٌ لما سوى الله أم لا؟ فلو وُضعت آيات كل موضوع في جانب فمن الممككن اداء حق الموضوع وتُحلُّ الاشكالات الموجودة عن طريق التفسير التفسير الموضوعي. واساساً فانّ الآيات المتعلقة بـ "المحكم" و"المتشابه" التي توعز بتفسير الآيات "المتشابهات" على ضوء "المحكمات" هي في حدِّ ذاتهانمطٌ من التفسير الموضوعي. على أية حال، فمن خلال تفسير الآيات المتعلقة بموضوع ما على اضواء بعضها البعض تنبثق عنها ومضات جديدة، الومضات التي تكمن فيها معارف القرآن والحلول لكثير من المعضلات العقائدية واحكام الاسلام. من هذا الباب يُمكن تشبيه آيات القرآن بالكلمات المتفرقة، حيث نَّ لكلٍّ منها مفهوماً ذاتيّاً، ولكن حينما تُرتَّبُ سويّةً فهي تُعطي مفاهيم جديدة.