وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 28 ] وقد ورد في المصادر الروائية أحاديث كثيرة على مستوى ذمّ التكبّر وبيان حقيقته ونتائجه الوخيمة على الفرد في حركة الحياة والواقع وطرق علاجها ولا يسعنا ذكر هذه الروايات بأجمعها في هذا المختصر، ولكننا نكتفي منها بما يلي : 1 ـ ورد في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : "اِيَّاكُمْ وَالْكِبْرَ فَاِنَّ اِبْلِيسَ حَمَلَهُ الْكِبْرُ عَلَى أَنْ لاَ يَسْجُدَ لاِدَمَ"(1). 2 ـ وهذا المعنى نفسه ورد بتعبير آخر في خطب نهج البلاغة حيث نقرأ في الخطبة القاصعة كلاماً كثيراً عن (تكبّر إبليس) والنتائج المترتبة على ذلك حيث يقول : "فَاعْتَبِرُوا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللهِ بِاِبْلِيسَ اِذْ اَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِيلَ وَجَهْدَهُ الْجَهِيدَ... عَنْ كِبْرِ سَاعَة وَاحِدَة فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ"(2). إنّ العبارات المثيرة أعلاه تبين جيداً أنّ التكبّر والأنانية وحالة الفوقية الّتي يعيشها إبليس والإنسان بإمكانها أن تفضي، ولو في لحظات قليلة، إلى أخطر العواقب الوخيمة وكيف أنّها كالنار المحرقة الّتي تأتي على الأخضر واليابس من الأعمال الصالحة فتحرقها وتجعلها رماداً منثوراً وتتسبب في الشقاء الأبدي والعذاب الخالد لصاحبها. 3 ـ وفي حديث آخر عن الإمام أميرالمؤمنين(عليه السلام) أنّه قال : "إِحْذَرِ الْكِبْرَ فَاِنّهُ رَأْسُ الطُّغْيَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّحْمَنِ"(3). وهذا الحديث الشريف يبين هذه الحقيقة، وهي أن مصدر الكثير من الذنوب والخطايا هي حالة الكبر والفوقية الّتي يعيشها الإنسان بالنسبة إلى الآخرين. 4 ـ وفي حديث آخر عن الإمام الباقر(عليه السلام) أنّه قال : "مَا دَخَلَ قَلْبَ امْرِء شَىْءٌ مِنَ الْكِبْرِ إلاّ نَقَصَ مِنْ عَقْلِهِ مِثْلُ مَا دَخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ ! قَلَّ ذَلِكَ أَوْ كَثُرَ"(4). 5 ـ وفي اُصول الكافي ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : "اُصُولُ الْكُفْرِ ثَلاَثَةٌ، 1. كنز العمال، الحديث 7734. 2. نهج البلاغة، الخطبة 192 (الخطبة القاصعة). 3. غرر الحكم، الحديث 2609. 4. بحارالأنوار، ج 75، ص 186.