نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق .
ومعنى ذلك أن الله سبحانه وتعالى قد خصص أمكنة لتعظيمه كالكعبة وعرفات والمزدلفة ومنى والصفا والمروة ومقام إبراهيم والمسجد الحرام كله ومكة كلها والحرم كله وألهم الناس شوقا لزيارتها والحنان إليهما فيتوجهون إلى هذه الأمكنة رجالا وركبانا ويأتون إليهما من كل واد عميق ومرمى سحيق ويتجشمون في سبيلها مشاق السفر وعناء التنقل يصلون إليها غبرا شعثا متبذلين في الثياب زاهدين في الشارات والمظاهر فيذبحون هنالك الأنعام لله تعالى ويوفون نذورهم ويطوفون بالبيت ويقضون لنانتهم من تعظيم الله تعالى الذي غمر نفوسهم وقلوبهم ويرضون هنالك عاطفة الحب والحنان التي ملكتهم .
ويذهبون في ذلك مذاهب شتى ويتفننون فيه فمنهم من يستلم عتبة البيت ويقبلها ومنهم من يقف داعيا أمام الباب ومنهم يتضرع متشبثا بكسوة الكعبة ومنهم من يعتكف عنده فيصل بياض النهار بسواد الليل عاكفا على عبادة الله منصرفا إلى ذكره فمنهم من شخص بصره إلى البيت فهو يتمتع بجماله إلى