(352 ) وأروي أن رجلاً سأله عن الإستطاعة، فقال: أتستطيع أن تعلم ما لم يكن؟ قال: لا. قال: أتستطيع أن تنتهي عما يكون؟ قال: لا. قال (عليه السلام): ففيما أنت مستطيع؟ قال الرجل: لا أدري. فقال (عليه السلام): إن الله ـ جل وعز ـ خلق خلقاً فجعل فيهم آلة الفعل، ثم لم يفوض إليهم، فهم مستطيعون للفعل، في وقت الفعل مع الفعل. قال الرجل: فالعباد مجبورون؟ فقال: لو كانوا مجبورين كانوا معذورين. قال الرجل: فمفوض إليهم؟ قال: لا. قال: فما هو. قال العالم (عليه السلام): علم منهم فعلاً، فجعل فيهم آلة الفعل، فإذا فعلوا كانوا مستطيعين (1). وسألت العالم (عليه السلام)، أنه يكون العبد في حال مستطيعاً. قال: نعم، أربع خصال: مخلى السرب، صحيح، سليم، مستطيع. فسألته عن تفسيره، فقال: يكون مخلى السرب، صحيح الجسم، سليم الجوارح، لا يقدر أن يزني إلا أن يجد امرأة، فاذا وجد امرأة فاما أن يعصي فيمتنع كما امتنع يوسف ، واما أن يخلى بينه وبينها فهو زان، ولم يطع الله بإكراه، ولم يعص بقلبه (2). وأروي عن العالم (عليه السلام) قال: ستة ليس للعباد فيها صنع: المعرفة، والجعل، والرضا، والغضب، والنوم، واليقظة (3). ____________ (1) الكافي 1: 123|2 باختلاف يسير من " وأروي: أن رجلاً سأله عن إلاستطاعة... ". (2) التوحيد: 248|7، اعتقادات الصدوق: 72، الكافي 1: 122|1 باختلاف يسير. (3) الخصال: 325|13، التوحيد: 411|6، الكافي 1: 125|1.