(339 ) وروي أن الدنيا سجن المؤمن، والقبر بيته، والجنة مأواه، والدنيا جنة الكافي، والقبر سجنه، والنار مأواه. عليكم بالصدق، وأياكم والكذب، فإنه لا يصلح إلا لأهله. أكثروا من ذكر الموت، فإنه أروي: أن ذكر الموت أفضل العبادة. أكثروا من الصلاة على محمد وآله (عليهم السلام)، والدعاء للمؤمنين والمؤمنات، في آناء الليل والنهار، فإن الصلاة على محمد وآله أفضل أعمال البر. إحرصوا على قضاء حوائج المؤمنين، وإدخال السرور عليهم، ودفع المكروه عنهم، فإنه ليس شيء من الأعمال عند الله عز وجل بعد الفرائض، أفضل من إدخال السرور على المؤمن. لا تدعوا العمل الصالح، والإجتهاد في العبادة، إتكالاً على حب آل محمد (عليهم السلام) ، ولا تدعوا حب آل محمد (عليهم السلام) والتسليم لأمرهم، إتكالاً على العبادة، فإنه لا يقبل أحدهما دون الآخر. واعلموا أن رأس طاعة الله ـ سبحانه ـ التسليم لما عقلناه ولما لم نعقله، فإن رأس المعاصي الرد عليهم، وإنما امتحن الله عز وجل الناس بطاعته لما عقلوه وما لم يعقلوه ، إيجاباً للحجة وقطعاً للشبهة. واتقوا الله قولاً سديداً، يصلح لكم أعمالكم، ويغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار، ومساكن طيبة في جنات عدن، ولا يقوتكم خير الدنيا، فإن الآخرة لا تلحق، ولا تنال إلا بالدنيا.