(338 ) وانه قال: تفقهوا وإلا فأنتم أعراب جهال. وروي أنه قال: منزلة الفقيه في هذا الوقت، كمنزلـة الأنبياء في بني إسرائيل. وروي أن الفقيه يستغفر له ملائكة السماء، وأهل الارض، والوحش والطير، وحيتان البحر. وعليكم بالقصد في الغنا والفقر، والبر من القليل والكثير فـإن الله تبارك وتعالى يعظم شقة (1) والتمر، حتى تأتي يوم القيامة كجبل أحد. إياكم والحرص والحسد، فإنهما أهلكا الاُمم السالفة، وإياكم والبخل، فإنه عاهة لا يكون في حر ولا مؤمن، انه خلاف الإيمان. عليكم بالتقية، فإنه روي: من لا تقية له لا دين له (2)، وروي: تارك التقية كافر، وروي: إتق حيث لا يتّقى. التقية دين(3) منذ الدهر الى آخره. وروي أن أبا عبد الله (عليه السلام) كان يمضي يوماً فـي أسواق المدينة، وخلفه أبو الحسن موسى (عليه السلام)، فجذب رجل ثوب أبي الحسن، ثم قال له: من الشيخ؟ فقال: " لاأعرف ". تزاوروا تحابوا، وتصافحوا ولا تحتشموا، فـإنه روي المحتشي (4) والمحتشم في النار. لا تأكلوا الناس بآل محمد (صلى الله عليه واله) فإنك التأكل بهم كفر. لا تستقلوا قليل الرزق فتحرموا كثيره. عليكم في اُموركم الكتمان في اُمور الدين والدنيا، فإن روي أن الإذاعة كفر، وروي أن المذيع والقاتل شريكان، وروي، ما تكتمه من عدوك، فلا يقف عليه واليك. لا تغضبوا من الحق إذا صدعتم به. ولا تغرنكم الدنيا، فإنها لا تصلح لكم، كما لم تصلح لمن كان قبلكم ممن اطمأن إليها. ____________ (1) الشّقّة: نصف الشيء " القاموس المحيط ـ شقق ـ 3: 250 ". (2) ورد في الكافي 2: 172|2 " ولا دين لمن لا تقية له ". (3) في نسخة " ش ": روي التقية ديني. (4) يقال: تحشيت من فلان أي تذممت منه. " لسان العرب ـ حشا ـ 14: 182 ".