( 68 ) (الثاني): ظاهر صحيح محمّد بن مسلم السابق أنّ شق السمع والبصر وترتيب الجوارح بعد خلقة العظام، وظاهر معتبرة ابن الجهم أنّ خلق ما يتحقق به الذكورة والاُنوثة بعد تمام أربعة أشهر، وهذا ينطبق على سابقه نوع انطباق. وظاهر صحيح زرارة أنّ شق البصر والسمع وجميع الجوارح وجميع ما في البطن ـ أي بطن الجنين ظهراً ـ انما هو حين نفخ الروح فيه، أي كل ذلك بعد أربعة أشهر، وكل ذلك مخالف لما يقوله الاَطباء كما ستمر أقوالهم بك بعد ذلك، فإنْ ثبت أقوالهم بالحس أو القطع فلا بد من تأويل هذه الظواهر أو ردها إلى مَن صدرت عنه، فإنّ التأويل الخارج عن المتفاهم العرفي كلفة لم نؤمر بها. (الثالث): مرّ في الحاشية دعوى بعض الاَطباء أنّ العظام تبدء في التكون في الاُسبوع الخامس (35 يوماً بعد الحمل)، فانْ صّح فهو ينافي الاَحاديث جزماً. الاقاويل حول تطور الجنين 1 ـ قال بعض الكتاب: في الاُسبوع الثالث يتكون أوّل ظواهر الرأس والقلب ثمّ يتكّون في جانب الجنين شيء مدور متصل بسرة الجنين، وذلك الشيء هو الذي يأخذ عصارة الغذاء والماء والهواء التي تستفيد منها الاُم بواسطة أجهزتها ويعطيها للجنين، ومن الاَُسبوع السادس يتكّون حول الجنين ثلاثة حجابات لحفظه عن الهواء والماء والنور وغيره، ولعله المراد بقوله تعالى: (في ظلمات ثلاث)(1). ____________ (1) الزمر آية 6.