وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( 44 ) وأما قولهم: " إنّ الاِنية المشهودة للاِنسان على صفة الوحدة هي عدة من الاِدراكات العصبية الواردة على المركز على التوالي وفي نهاية السرعة ـ ولها وحدة اجتماعية ـ " فكلام لا محصل له ولا ينطبق عليه الشهود النفساني البتة، وكأنهم ذهلوا عن شهودهم النفساني فعدلوا عنه إلى ورود المشهودات الحسية الى الدماغ واشتغلوا بالبحث عما يلزم ذلك من الاثار التالية، وليت شعري إذا فرض أنّ هناك أُموراً كثيرة بحسب الواقع لا وحدة لها ألبتة، وهذه الاَُمور الكثيرة التي هي الادراكات أُمور مادية ليس ورائها شيء آخر إلاّ نفسها، وأنّ الاَمر المشهود الذي هو النفس الواحدة هو عين هذه الادراكات الكثيرة، فمن أين حصل هذا الواحد الذي لا نشاهد غيره؟! ومن أين حصلت هذه الوحدة المشهودة فيها عياناً؟! والذي ذكروه من وحدتها الاجتماعية كلام أشبه بالهزل منه بالجد، فإن الواحد الاجتماعي هو كثير في الواقع من غير وحدة وإنما وحدتها في الحس أو الخيال ـ كالدار الواحد والخط الواحد مثلاً ـ لا في نفسه، والمفروض في محلّ كلامنا أنّ الاِدراكات والشعورات الكثيرة في نفسها هي شعور واحد عند نفسها، فلازم قولهم: إنّ هذه الاِدراكات في نفسها كثيرة لا ترجع الى وحدة أصلاً، وهي بعينها شعور واحد نفساني واقعاً، وليس هناك أمر آخر له هذه الاِدراكات الكثيرة فيدركها على نعت الوحدة كما يدرك الحاسة أو الخيال المحسوسات أو المخيلات الكثيرة المجتمعة على وصف الوحدة الاجتماعية، فإنّ المفروض أنّ مجموع الاِدراكات الكثيرة في نفسها نفس الاِدراك النفساني الواحد في نفسه، ولو قيل: إنّ المدرك هاهنا الجزء الدماغي يدرك الاِدراكات الكثيرة على نعت الوحدة. كان الاِشكال بحاله، فإن المفروض أنّ إدراك الجزء الدماغي نفس هذه الاِدراكات الكثيرة