وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 329 @ | مددها من تلك الجهة من الأنوار الجبروتية والقوى الملكوتية ، فضعفت في الإدراكات | لاحتجابها عن قبول تلك الإشراقات . وفي المنة والقوة لانقطاع مددها من تلك القوة . | وكلما توجهت إلى الجهة العلوية بالتنزه عن الهيئات البدنية ، والتجرد عن الملابس | المادية ، والتقرب إلى الله تعالى ، مبدأ المبادئ ، ونور الأنوار بالزهد والعبادة . | | والتشبث في المبادئ بالنظافة والنزاهة مقروناً عمله بالصدق في النية وإخلاص | الطوية أمده الله تعالى لمناسبته سكان حضرته من عالمهم إمداد النور والقوة ، فتعلم ما | لا يعلمه غيرها من أبناء جنسها وتقدر على ما لا يقدر عليه مثلها من بني نوعها ، | ويكون لها أوقات تنخرط فيها في سلكها بالانخلاع عن بدنها وأوقات تبعد فيها عنها | بما هي ممنوة به من تدبير جسدها . ففي أوقات اتصالها بها وانخراطها في سلكها قد | تتقلى الغيب منها ، إما كما هو على سبيل الوحي والإلهام والإلقاء في الروع والإعلام | بمطالعة صورة الغيب المنتقشة هي بها منها ، وإما على طريق الهتاف والإنهاء ، وإما | على صورة كتابة في صحيفة تطالعه منها وذلك بحسب جهة قبول لوح حسها المشترك | واختصاصه بنوع بعض المحسوسات دون بعض للأحوال السابقة والاتفاقات العارضة . | وقد يتراءى لها صور منها تناسبها في الحسن واللطافة فيتجسد لها إما بقوة تخليها | وظهورها في حسها المشترك لاستحكام الاتصال واستقراره ريثما تحاكيها المتخيلة ، | وإما بتمثيلها في متخيلة الكل التي هي السماء الدنيا وانطباعها في متخيلتها بالانعكاس | كما فيها بين المرايا المتقابلة فتخاطبها بصورة الغيب شفاهاً على ما يرى في المنامات | الصادقة من غير فرق ، فإن الرؤيا الصادقة والوحي كلاهما من واد واحد لا تباين | بينهما إلا بالنوم واليقظة ، فإن صاحب الوحي يقدر على الغيبة من الحواس وإدراكاتها | وعزلها عن أفعالها وتعطيلها في استعمالها فيتصل بالمجردات العلوية لقوة نفسه | وحصول ملكة الاتصال لها ، وصاحب الرؤيا الصادقة يقع له ذلك بحكم الطبع وتلك | الرؤيا هي التي لا تحتاج إلى تعبير كما أشار إليه من رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن | بقوله : ^ ( لقد صدق الله رسوله الرءيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله إمنين | محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون ) ^ [ الفتح ، الآية : 27 ] ولهذا جعل الرؤيا الصادقة جزء | من ستة وأربعين جزء من النبوة ، وكانت مقدمة وحيه المنامات الصادقة ستة أشهر ثم | استحكمت وصارت إلى اليقظة . وقد تنتقل المتخيلة في الحالتين ، أي : النوم واليقظة ، | إلى اللوازم ، فيقع الاحتياج إلى التعبير والتأويل وقد يظهر على تلك النفس المتدربة | بملكة الاتصال المتمرنة فيها من خوارق العادات وأنواع الكرامات والمعجزات لوصول | المدد من عالم القدرة ما ينكره من لا يعلمه من المحجوبين بالعادة وأصحاب قسوة |