وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 318 @ | | ! 2 < ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة > 2 ! إلى آخره ، ينبغي للإنسان أن يكون في الفقر | والغنى والشدة والرخاء والمرض والصحة واثقاً بالله متوكلاً عليه لا يحتجب عنه | بوجود نعمة ولا بسعيه وتصرفه في الكسب ولا بقوته وقدرته في الطلب ولا بسائر | الأسباب والوسائط لئلا يحصل اليأس عند فقدان تلك الأسباب والكفران والبطر | والأشر عند وجودها فيبعد بها عن الله تعالى وينساه فينساه الله بل يرى الإعطاء والمنع | منه دون غيره ، فإن أتاه رحمة من صحة أو نعمة شكره أولاً برؤية ذلك منه وشهود | المنعم في صورة النعمة ، وذلك بالقلب ثم بالجوارح باستعمالها في مراضيه وطاعته | والقيام بحقوقه تعالى فيها ثم باللسان بالحمد والثناء متيقناً بأنه القادر على سلبها ، | محافظاً عليها بشكرها مستزيداً إياها اعتماداً على قوله تعالى : ! 2 < لئن شكرتم لأزيدنكم > 2 ! [ إبراهيم ، الآية : 7 ] . | | قال أمير المؤمنين عليه السلام : ' إذا وصلت إليكم أطراف النعم فلا تنفروا | أقصاها بقلة الشكر ' ، ثم إن نزعها منه فليصبر ولا يتأسف عليها عالماً بأنه هو الذي | نزع دون غيره لمصلحة تعود إليه . فإن الرب تعالى كالوالد المشفق في تربيته إياه ، بل | أرأف وأرحم ، فإن الوالد محجوب عما يعلمه تعالى إذ لا يرى إلا عاجل مصالحه | وظاهرها وهو العالم بالغيب والشهادة فيعلم ما فيه صلاحه عاجلاً وآجلاً راضياً بفعله | راجياً إعادة أحسن ما نزع منها إليه إذ القانط من رحمته بعيد منه لا يستوسع رحمته | لضيق وعائه محجوب عن ربوبيته لا يرى عموم فيض رحمته ودوامه ثم إذا أعادها لم | يفرح بوجودها كما لم يحزن بفقدانها ولا يفخر بها على الناس ، فإن ذلك من الجهل | وظهور النفس وإلا لعلم أن ذلك ليس منه وله فبأي سبب يسوغ له فخر بما ليس له | ومنه بل لله ومن الله . | | [ تفسير سورة هود من آية 11 إلى آية 15 ] | | ! 2 < إلا الذين صبروا > 2 ! استثناء من الإنسان أي هذا النوع يؤوس كفور فرح فخور | في الحالين إلا الذين صبروا مع الله واقفين معه في حالة الضراء والنعماء والشدة |