وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 295 @ | | [ تفسير سورة التوبة من آية 112 إلى آية 114 ] | | ثم لما ذاقوا بالتجرد عنها لذة الترك وحلاوة نور اليقين رجعوا عن مقام لذة | النفس وتابوا عن هواها ومشتهياتها فلم يبق عندهم لجنة النفس قدر ، فوصفهم بالتائبين | بالحقيقة الراجعين عن طلب ملاذ النفس وتوقع الأجر إليه ، العابدين الذين إذا رجعوا | عن محبة النفس والمال وطلب الأجر والثواب ، عبدوا الله حق عبادته لا لرغبة ولا | لرهبة بل تشبهاً بملكوته في القيام بحقه تعالى بالخضوع والخشوع والتذلل لعظمته | وكبريائه تعظيماً وإجلالاً ثم حمدوا الله حق حمده بإظهار الكمالات العملية الخلقية | والعملية المكنونة في استعداداتهم بالقوة حمداً فعلياً حالياً ثم ساحوا إليه بالهجرة عن | مقام الفطرة ورؤية الكمالات الثابتة وتآلفهم واعتدادهم وابتهاجهم بها في مفاوز | الصفات ومنازل السبحات ثم ركعوا في مقام محو الصفات ثم سجدوا بفناء الذات ، | ثم قاموا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمحافظة على حدود الله في مقام البقاء | بعد الفناء ! 2 < وبشر المؤمنين > 2 ! بالإيمان الحقيقي المقيمين في مقام الاستقامة . | | ! 2 < ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا > 2 ! إلى آخره ، أي : لما اطلعوا على سر | القدر ووقفوا على ما قضى الله وقدر ، وعلموا بما ينتهي إليه عواقب الأمور ، لم يكن | لهم أن يطلبوا خلاف ذلك ورضوا بما دبر الله من أمره وإن كان في طبيعتهم ما | يقتضي خلافه لأنهم قد انسلخوا عن مقتضيات طباعهم فإن اقتضت القرابة الطبيعية | واللحمة الصورية فرط شفقة ورقة على بعض من يناسبهم ويواصلهم فيها وشاهدوا | حكم الله عليه بالقهر والتعذيب ، حملتهم الحمية الدينية على الصبر إن لم يكن لهم | مقام الرضا بل غلبتهم المباعدة الدينية على القرابة الطبيعية فتبرؤوا منه ولم يقترحوا | على الله خلاف حكمته وأمره ولهذا قيل : لا تؤثر همة العارف بعد كمال عرفانه أي | إذا تيقن وقوع كل شيء بقدره وامتناع وقوع خلاف ما قدر الله في الأزل علم أن ما | شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، ولا تؤثر همته ولا غيرها في شيء فلا يسلط همته | على أمر بخلاف المحجوب الذي ينسب التأثير إلى غير الله ولا يعلم سر القدر . | | تفسير سورة التوبة من آية 115 إلى آية 118 |