وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بعد أن افتتح قنسرين وذلك في سنة 16 للهجرة فطلب أهل بيت المقدس من أبي عبيدة الأمان والصلح على مثل ما صولح عليه أهل مدن الشام من أداء الجزية والخراج والدخول فيما دخل فيه نظراؤهم على أن يكون المتولي للعقد لهم عمر بن الخطاب فكتب أبو عبيدة بذلك إلى عمر فقدم عمر ونزل الجابية من دمشق ثم صار إلى بيت المقدس فأنفذ صلحهم وكتب لهم به كتابا وكان ذلك في سنة 71 ولم تزل على ذلك بيد المسلمين والنصارى من الروم والإفرنج والأرمن وغيرهم من سائر أصنافهم يقصدونها للزيارة إلى بيعتهم المعروفة بالقمامة وليس لهم في الأرض أجل منها حتى انتهت إلى أن ملكها سكمان بن أرتق وأخوه ايلغازي جد هؤلاء الذين بديار بكر صاحب ماردين وآمد والخطبة فيها تقام لبني العباس فاستضعفهم المصريون وأرسلوا إليهم جيشا لا طاقة لهم به وبلغ سكمان وأخاه خبر ذلك فتركوها من غير قتال وانصرفوا نحو العراق وقيل بل حاصروها ونصبوا عليها المجانيق ثم سلموها بالأمان ورجع هؤلاء إلى نحو المشرق وذلك في سنة 194 واتفق أن الأفرنج في هذه الأيام خرجوا من وراء البحر إلى الساحل فملكوا جميع الساحل أو أكثره وامتدوا حتى نزلوا على البيت المقدس فأقاموا عليها نيفا وأربعين يوما ثم ملكوها من شماليها من ناحية باب الأسباط عنوة في اليوم الثالث والعشرين من شعبان سنة 294 ووضعوا السيف في المسلمين أسبوعا والتجأ الناس إلى الجامع الأقصى فقتلوا فيه ما يزيد على سبعين ألفا من المسلمين وأخذوا من عند الصخرة نيفا وأربعين قنديلا فضة كل واحد وزنه ثلاثة آلاف وستمائة درهم فضة وتنور فضة وزنه أربعون رطلا بالشامي وأموالا لا تحصى وجعلوا الصخرة والمسجد الأقصى مأوى لخنازيرهم ولم يزل في أيديهم حتى استنقذه منهم الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 385 بعد إحدى وتسعين سنة أقامها في يد الأفرنج وهي الآن في يد بني أيوب والمستولي عليهم الآن منهم الملك المعظم عيسى ابن العادل أبي بكر بن أيوب وكانوا قد أحكموا سوره وعمروه وجودوه فلما خرج الأفرنج في سنة 616 وتملكوا دمياط استظهر الملك المعظم بخراب سوره وقال نحن لا نمنع البلدان بالأسوار إنما نمنعها بالسيوف والأساورة وهذا كاف في خبرها وليس كل ما أجده أكتبه ولو فعلت ذلك لم يتسع لي زماني وفي المسجد أماكن كثيرة وأوصاف عجيبة لا تتصور إلا بالمشاهدة عيانا ومن أعظم محاسنه أنه إذا جلس إنسان فيه في أي موضع منه يرى أن ذلك الموضع هو أحسن المواضع وأشرحها ولذا قيل إن الله نظر إليه بعين الجمال ونظر إلى المسجد الحرام بعين الجلال أهيم بقاع القدس ما هبت الصبا فتلك رباع الأنس في زمن الصبا وما زلت في شوقي إليها مواصلا سلامي على تلك المعاهد والربى والحمد لله الذي وفقني لزيارته وينسب إلى بيت المقدس جماعة من العباد الصالحين والفقهاء منهم نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود أبو الفتح المقدسي الفقيه الشافعي الزاهد أصله من طرابلس وسكن بيت المقدس ودرس بها وكان قد سمع بدمشق من أبي الحسن السمسار وأبي الحسن محمد بن عوف وابن سعدان وابن شكران وأبي القاسم وابن الطبري وسمع بآمد هبة الله بن سليمان وسليم بن أيوب بصور وعليه تفقه وعلى محمد بن البيان الكازروني وروى عنه أبو بكر الخطيب وعمر بن عبد الكريم