وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قال كانت الإسكندرية لشدة بياضها لا يكاد يبين دخول الليل فيها إلا بعد وقت فكان الناس يمشون فيها وفي أيديهم خرق سود خوفا على أبصارهم وعليهم مثل لبس الرهبان السواد وكان الخياط يدخل الخيط في الإبرة بالليل وأقامت الإسكندرية سبعين سنة ما يسرج فيها ولا يعرف مدينة على عرضها وطولها وهي شطرنجية ثمانية شوارع في ثمانية قلت أما صفة بياضها فهو إلى الآن موجود فإن ظاهر حيطانها شاهدناها مبيضة جميعها إلا اليسير النادر لقوم من الصعاليك وهي مع ذلك مظلمة نحو جميع البلدان .
وقد شاهدنا كثيرا من البلاد التي تنزل بها الثلوج في المنازل والصحاري وتساعدهم النجوم بإشراقها عليها إذا أظلم الليل أظلمت كما تظلم جميع البلاد لا فرق بينها فكيف يجوز لعاقل أن يصدق هذا ويقول به قال وكان في الإسكندرية سبعة حصون وسبعة خنادق قال وكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب Bه إني فتحت مدينة فيها اثنا عشر ألف بقال يبيعون البقل الأخضر وأصبت فيها أربعين ألف يهودي عليهم الجزية .
وروي عن عبد العزيز بن مروان بن الحكم لما ولي مصر وبلغه ما كانت الإسكندرية عليه استدعى مشايخها وقال أحب أن أعيد بناء الإسكندرية على ما كانت عليه فأعينوني على ذلك وأنا أمدكم بالأموال والرجال .
قالوا انظرنا أيها الأمير حتى ننظر في ذلك .
وخرجوا من عنده وأجمعوا على أن حفروا ناووسا قديما وأخرجوا منه رأس آدمي وحملوه على عجلة إلى المدينة فأمر بالرأس فكسر وأخذ ضرس من أضراسه فوجد وزنه عشرين رطلا على ما به من النخر والقدم فقالوا إذا جئتنا بمثل هؤلاء الرجال نعيد عمارتها على ما كانت فسكت .
ويقال إن المعاريج التي بالإسكندرية مثل الدرج كانت مجالس العلماء يجلسون عليها على طبقاتهم فكان أوضعهم علما الذي يعمل الكيمياء من الذهب والفضة فإن مجلسه كان على الدرجة السفلى .
وأما خبر المنارة فقد رووا لها أخبارا هائلة وادعوا لها دعاوي عن الصدق عادلة وعن الحق مائلة فقالوا إن ذا القرنين لما أراد بناء منارة الإسكندرية أخذ وزنا معروفا من حجارة ووزنا من آجر ووزنا من حديد ووزنا من نحاس ووزنا من رصاص ووزنا من قصدير ووزنا من حجارة الصوان ووزنا من ذهب ووزنا من فضة وكذلك من جميع الأحجار والمعادن ونقع جميع ذلك في البحر حولا ثم أخرجه فوجده قد تغير كله وحال عن حاله ونقصت أوزانه إلا الزجاج فإنه لم يتغير ولم ينقص فأمر أن يجعل أساس المنارة من الزجاج وعمل على رأس المنارة مرآة ينظر فيها الناظر فيرى المراكب إذا خرجت من أفرنجة أو من القسطنطينية أو من سائر البلاد لغزو الإسكندرية فأضر ذلك بالروم فلم يقدروا على غزوها .
وكانت فيها حمة تنفع من البرص ومن جميع الأدواء وكان على الروم ملك يقال له سليمان فظهر البرص في جسمه فعزم الروم على خلعه والاستبدال منه فقال أنظروني أمض إلى حمة الإسكندرية وأعود فإن برئت وإلا شأنكم وما قد عزمتم عليه قال وكان فعله هذا من إظهار البرص بجسمه حيلة ومكرا وإنما أراد قلع المرآة من المنارة ليبطل فعلها فسار إليها في ألف مركب وكان من شرط هذه الحمة أن لا يمنع منها أحد يريد الاستشفاء بها فلما سار إليها فتحوا له أبوابها الشارعة إلى البحر فدخلها وكانت الحمة في وسط المدينة بإزاء المعاريج التي تجلس العلماء عليها