وقال آخر يصف طائرين باتا على غصن بان في ذرى فنن يرددان لحونا ذات ألوان فأما قولهم فلان ظريف فإن الظرف أدب اللسان خاصة .
ومن هذا قول بعض السلف إذا كان اللص ظريفا لم يقطع يريد أنه قد يتخلص للحجة فيدفع بها عن نفسه فيقول إذا وجدت معه السرقة قد التقطتها أوكانت عندي وديعة فخنتها أو ما أشبه هذا من الكلام .
وحدثنا ابن الأعرابي أخبرنا عبد الصمد بن عبدالله بن أبي يزيد الدمشقي أخبرنا أيوب بن إسحاق أخبرنا منصور بن سلمة الخزاعي أخبرنا شبيب بن شيبة سمعت ابن سيرين يقول الكلام أكثر من أن يكذب ظريف .
يريد أن الظريف لا تضيق عنه معاني الكلام فهو قد يكنى ويعرض ولا يكذب وهذا كما قيل إن في المعاريض مندوحة عن الكذب .
وقال ابن الأعرابي العرب تقول الظرف في اللسان والملاحة في الفم .
وأخبرني ابن شابورة أخبرنا علي بن عبد العزيز قال قال الأصمعي العرب تقول الملاحة في الفم والحلاوة في العينين والجمال في الأنف