وقوله لا ألهب فيه أي لا أمضيه بسرعة والأصل فيه الجري الشديد الذي يثير اللهب وهو الغبار الساطع كالدخان المرتفع على النار قال النابغة يصف فرسا يقطعهن بتقريبه ويأوي إلى حضر ملهب وقال أبو سليمان في حديث معاوية أن عمرو بن مسعود دخل عليه وقد أسن وطال عمره فقال له معاوية كيف أنت وكيف حالك فقال ما تسأل يا أمير المؤمنين عمن ذبلت بشرته وقطعت ثمرته فكثر منه ما يحب أن يقل وصعب منه ما يحب أن يذل وسحلت مريرته بالنقض وأجم النساء وكن الشفاء وقل انحياشه وكثر ارتعاشه فنومه سبات وليله هبات وسمعه خفات وفهمه تارات أخبرناه ابن الأعرابي وابن الزيبقي ودخل حديث أحدهما في الآخر .
قال ابن الأعرابي أخبرنا ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن عباد بن موسى أخبرنا محمد بن عبدالله الخزاعي قال حدثني رجل من بني سليم .
وقال ابن الزيبقي حدثني أبي عن جدي عن هشام بن محمد عن أبيه عن رجل من قريش .
قوله ذبلت بشرته أي قل ماؤها وذهبت نضارتها