وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

باب لا .
و تأتي في الكلام لمعان .
تكون ( للنَّهي ) على مقابلة الأمر لأنّه يقال اضْرِبْ زَيْداً فتقول لا تَضْرِبْهُ و يقال اضْرِب زيدا و عمرا فتقول لا تَضْرِب زيدا و لا عمرا بتكريرها لأنه جواب عن اثنين فكان مطابقا لما بني عليه من حكم الكلام السابق فإن قوله اضْرِبُ زيدا و عمرا جملتان في الأصل قال ابن السراج لو قلت لا تضرب زيدا و عمرا لم يكن هذا نهيا عن الاثنين على الحقيقة لأنه لو ضرب أحدهما لم يكن مخالفا لأن النّهي لم يشملهما فإذا أردت الانتهاء عنهما جميعا فنهي ذلك لا تَضْرِبْ زيدا و لا عمرا فمجيئها هنا لانتظام النّهي بأسره و خروجها إخلال به هذا لفظه .
ووجه ذلك أن الأصل لا تَضْرِبْ زيدا و لا تضرب عمرا لكنهم حذفوا الفعل اتساعا لدلالة المعنى عليه لأن ( لا ) النّاهية لا تدخل إلاّ على فعل فالجملة الثانية مستقلة بنفسها مقصودة بالنّهي كالجملة الأولى و قد يظهر الفعل و يحذف ( لا ) لفهم المعنى أيضا فيقال لا تضرب زيدا و تَشْتُم عمرا و مثله ( لا تأكل السمك و تشرب اللَّبَنَ ) أي لا تفعل واحدا منهما و هذا بخلاف لا تضرب زيدا و عمرا حيث كان الظاهر أن النّهي لا يشملهما لجواز إرادة الجمع بينهما و بالجملة فالفرق غامض و هو أن العامل في ( لا تأكل السمك و تشرب اللَّبَنَ ) متعين و هو ( لا ) و قد يجوز حذف العامل لقرينة و العامل في لا تضرب زيدا و عمرا غير متعين إذ يجوز أن تكون الواو بمعنى مع فوجب إثباتها رفعا للَّبس وقال بعض المتأخرين يجوز في الشعر لا تضرب زيدا و عمرا على إرادة و لا عمرا .
و تكون ( للنَّفْي ) فإذا دخلت على اسم نفت متعلقه لا ذاته لأن الذوات لا تنفى فقولك لا رجل في الدار أي لا وجود رجل في الدار و إذا دخلت على المستقبل عمّت جميع الأزمنة إلاّ إذا خصّ بقيد و نحوه نحو و الله لا أقوم .
و إذا دخلت على الماضي نحو والله لا قمت قلبت معناه إلى الاستقبال و صار المعنى و الله لا أقوم و إذا أريد الماضي قيل والله ما قمت و هذا كما تقلب ( لم ) معنى المستقبل إلى الماضي نحو لم أقم و المعنى ما قمت .
و جاءت بمعنى ( غَيْر ) نحو جئت بلا ثوب