( فهى ) كل ما ذكر ( للنداء والمنادى محذوف ) عند الدلالة قال الجوهرى واما قوله تعالى الا يا اسجد والله بالتخفيف فالمعنى الا يا هؤلاء اسجدوا فحذف المنادى اكتفاء بحرف النداء كما حذف حرف النداء اكتفاء بانادى في قوله تعالى يوسف أعرض عن هذا إذ كان المراد معلوما وقال بعضهم ان يا في هذا الموضع انما هو للتنبيه كانه قال ألا اسجدوا فلما أدخل عليه يا للتنبيه سقطت الالف التى في اسجدوا لانها المصنف من تقدير المنادى الا يا خليلي اسقياني ويا قوم ليتى ورب ( أو لمجرد التنبيه لئلا يلزم الاجحاف بحذف الجملة كلها ) وهو اشارة الى ما ذكره الجوهرى من القول الثاني في الاية ( أوان وليها دعاء أوامر فللنداء ) كقول ذى الرمة * الا ايا اسلمي يا دارمي على البلى * ( والا فللتنبيه ) قال شيخنا وهذا القول هو المختار من الثلاثة لوجوه ذكرها شراح التسهيل ثم اعلم ان المصنف ذكر حرف النداء واستطرد لبعص أحكام المنادي مع اخلال بأكثرها ونحن نلم بها بالقول الموجز قال صاحب اللباب إذا قلت يا عبد الله فالاصل يا اياك أعنى نص عليه سيبويه فاقيم المظهر مقام المضمر تنبيها للمخاطب ان القصد يتوجه إليه لا غير ثم حذف الفعل لازما لنيابة يا عنه ولما في الحذف من رفع اللبس بالخبر وحكى ياى اياك وقد قالوا أيضا يا أنت الى اللفظ قال الشاعر - يا اقرع بن جابس يا أنتا * أنت الذي طلقت عام جعتا وقيل انما نصب ايا لانه مضاف ولا يجوز نصب أنت لانه مفرد ثم انه ينتصب لفظا كالمضاف والمضارع له وهو ما تعلق بشئ هو من تمام معناه نحو يا خيرا من زيد ويا ضار بازيد أو يا مضر وباغلامه ويا حسنا وجه الاخ ويا ثلاثة وثلاثين اسم رجل وانتصب الاول للنداء والثاني ثباتا على المنهاج الاول الذي قبل التسمية أعنى متابعة المعطوف المعطوف عليه في الاعراب وان لم يكن فيه معنى عطف على الحقيقة والنكرة اما موصوفة نحو يا رجلا صالحا وعود الضمير الخطاب ولم يبن المضاف لانه انما وقع موقعه مع قيد الاضافة فلو بنى وحده كان تقديما للحكم على العلة ونداء العلم بعد تنكيره على رأى واما قوله * سلام الله يا مطر عليها * فقبيح بعيد عن القياس شبهه بباب مالا ينصرف أو الداخل عليه اللام الجارة للاستغاثة أو التعجب واللام مفتوحة بخلاف ما عطف عليه فرقا بين المدعو إليه والفتحة به اولى منها بالمدعو إليه كقول عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يا لله للمسلمين ويا للعجب وقولهم يا للبهية ويا للعضيهة على ترك المدعو ويدخل الضمير نحو فيالك من ليل و * يا لك من قبره بمعمر * أو الالف للاستغاثة فلا لام أو الندبة فانه يفنح نحو يا زيداه والهاء للوقف خاصة ولا يجوز تحريكه الا لضرورة نحو * يا رب يا رباه اياك أسل * أو ما كان مبنيا قبل النداء تحقيقا أو تقديرا نحو يا خمسة عشر ويا حذام ويا لكاع .
ويجوز وصف المنادي المعرفة مطلقا على الاعرف خلافا للاصمعي لانه وان وقع موقع ما لا يوصف لم يجر مجراه في كل حال ولم يصرفوه عن حكم الغيبة رأسا لجواز عود الضمير إليه بلفظ الغيبة واستثنى بعضهم النكرة المتعرفة بالنداء مثل يا رجل فانه ليس مما يوصف وقد حكى يونس يا فاسق الخبيث وليس بقياس والعلة استطالتهم اياه بوصفه مع ما ذكر في امتناع بناء المضاف واما العلم فلما لم يكن مفيدا من الالفاظ ولا معنى له الا الاشارة لم يستطل فإذا انتهيت الى الظريف من قولك يا زيد الظريف كانك قلت يا ظريف فالمفرد منه اوما هو في حكم المفرد إذا كان جاريا على مضموم غير مبهم جاز فيه النصب حملا على الموضع منه قوله فما كعب بن مامة وابن سعدى * بأكرم منك يا عمر الجوادا فالرفع حملا على اللفظ لان الضم لاطراده هنا اشبه الرفع وعلى هذا زيد الكريم الخيم رفعا ونصبا وإذا كان مضافا أو لمضاف فالنصب ليس الا نحو يا زيد ذا الجمة ويا عبد الله الظريف وكذا سائر التوابع الا البدل ونحو زيد وعمرو من المعطوفات فان حكمهما حكم المنادى بعينه مطلقا كسائر التوابع مضافة تقول يا زيد زيد ويا زيد صاحب عمرو إذا ابدلت ويا زيد وعمرو ويا زيد وعبد الله تقول يا تميم أجمعين وأجمعون وكلهم أو كلكم ويا غلام بشر أو بشر وابا عبد الله وجاز في قوله انى وأسطار سطون سطرا * لقائل يا نصر نصر نصرا أربعة اوجه ويا عمرو والحرث ويختار الخليل في المعطوف الرفع وابو عمر والنصب وابو العباس الرفع فيما يصح نزع اللام عنه كالحسن والنصب فيما لا يصح كالنجم والصعق وكذلك الرجل حيث لم يسوغوا يا زيد ورجل كأنهم كرهوا بناء من غير علامة تعريف بخلاف العلم وإذا وصف المضموم بابن وهو بين عملين بنى المنادى معه على الفتح اتباعا لحركة الاول حركة الثاني وتنزيلا لهما منزلة كلمة واحدة بخلاف ما إذا لم يقع وكذا في غير النداء فيحذف التنوين في الضرورة نحو * جارية من قيس بن ثعلبه * ولا ينادى ما فيه الالف واللام كراهة اجتماع علامتى التعريف بل يتوسل إليه بالمبهم نحو يا أيها الرجل ويا هذا الرجل وأيهذا الرجل ولا يسوغ في الوصف هنا الا الرفع لانه المقصود بالنداء وكذا في توابعه لانها توابع معرب ويدل على اعرابه نحو