وهو قولُ ابنِ عَبّاسٍ ونَقَلَه الرّاغِبُ وأَيَّدَه فقال : ويَدُلُّ على ذلك قوله تعالَى : " أأَلِدُ وأَنا عَجُوزٌ وهذا بَعْلي شَيخًا إِنَّ هذا لَشَيءٌ عَجِيبٌ " قالَ : وقَولُ مَنْ فَسَّرَه بحاضت فليسَ ذلك تَفْسِيراً لقولِه ضَحِكَتْ كما تَصَوَّرَه بعضُ المُفَسِّرِينَ فقَال : ضَحِكَتْ يَعْنِي حاضَتْ وإِنّما ذِكْرُه ذلك أَمارَةٌ لِما بُشِّرَتْ به فحاضَتْ في الوَقْتِ لتَعْلَمَ أَنَّ حَمْلَها ليسَ بمُنْكَرٍ إِذْ كانت المَرأَةُ ما دامَتْ تَحِيضُ فإِنَّها تَحْبَلُ . أَو ضَحِكَ : إِذا فزِعَ وبه فَسَّرَ الفَرّاءُ الآيَة كما تَقَدَمَ قَرِيبًا . ومن المَجاز : ضَحِكَ السَّحابُ : إِذا بَرَقَ قالَ ابنُ الأَعْرابي : الضّاحِكُ من السَّحابِ مِثْلُ العارِضِ إِلا أَنّه إِذا بَرَقَ قِيلَ ضَحِكَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ومنه الحَدِيثُّ : يَبعَث اللَّهُ السَّحابَ فيًضْحَكُ أَحْسَنَ الضحِكِ ويَتَحَدَّثُ أَحْسًنَ الحَدِيثِ فضَحِكُه البًرقُ وحَدِيثُه الرَّعْدُ " جعَلَ انْجِلاَءه عن البَرقِ ضَحِكاً فكأًنه إِنّما جَعَلَ لَمْعَ البَرق أَحْسَنَ الضَّحِكِ وقَصْفَ الرَّعْدِ أَحْسَنَ الحَدِيثِ لأَنّهما آيَتانِ حامِلَتانِ عَلَى التَّسبِيحِ والتَّهْلِيلِ . وضَحِكَ القردُ أَي : صَوَّتَ وفي الصِّحاحِ : ويُقالُ : القِردُ يَضْحَكُ إِذا صَوَّتَ أي جعلَ كَشْرَ الأَسْنان ضَحِكًا وِإلا فَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الضًّحِكَ مُخْتَصٌّ بالإِنْسانِ .
والضَّحْكُ بالفَتْحِ : الثَّلْجُ وقِيلَ : الزُّبْدُ وقيل : العَسَلُ وقَيَّدَه ابنُ السّيد بالأبْيَضِ قال أَبو عَمْرو : شُبِّه بالثَّغْرٍ لشِدَّةِ بَياضِه أَو الشّهْد . والضَحْكُ : ظهُورُ الثَّنايا من الفَرَع ومن ذلك سُمِّيَ العَجَبُ ضَحِكا . وقالَ الأَصْمَعيُ : الضَّحْكُ : الثَّغْرُ الأَبْيَضُ شُبِّه بياضُ العَسَل بهِ يُقال : رَجُلٌ ضَحْكٌ أي : أَبْيَضُ الأَسْنانِ وبكُلِّ ذلك ما عَدَا العَجَبَ فُسِّرَ قولُ أبي ذؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ : .
فجَاءَ بمَزْجٍ لم يَرَ النّاسُ مِثْلهِ ... هو الضَّحْكُ إِلاَّ أَنَّه عَمَلُ النَّحْلِ وقِيل : الضَّحْكُ : النَّوْرُ وبه فُسِّرَ البَيْتُ أَيضًا . والضَّحْكُ : المَحَجَّةُ وهي وَسَط الطَّرِيقِ كالضَّحّاكِ كشَدّاد . الصّوابُ أَنْ يُذْكَرَ قولُه : كالضَّحَّاكِ بعد قولِه : كِمامُه كما هو نَصُّ أبي عَمْرو وأَما الضَّحّاكُ في نَعْتِ الطَّرِيقِ فإِنّه سَيأْتِي له فيما بَعْدُ فتأَمّلْ ذلك . وقال السَّكّريُّ في شَرح قَوْل أَبي ذُؤَيْبٍ : الضَّحْكُ : طَلْعُ النَّخْلَةِ إِذا انْشَقَّ عنه كِمامُه في لُغَةِ بَلْحارِثِ بنِ كَعْبٍ وقال ثَعْلَبٌ : هو ما في جَوْفِ الطَّلْعَةِ وقال أَبو عَمْرو : هُو وَلِيعَةُ الطَّلع الّذِي يُؤْكَلُ كالضَّحّاكِ هذا نَصُّ أَبي عَمْرو فكانَ الأَوْلَى أَنْ يُؤْخِّرَ لَفْظَ كالضّحّاكِ هُنا . والضّحْكُ بالضّمِّ : جمع ضَحُوك للطَّرِيقِ كصَبُورٍ وصُبر . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الضّاحِكُ : حَجَرٌ شَدِيدُ البَياضِ يَبدُو في الجَبَلِ من أي لون كانَ فكأًنه يَضْحَكُ وهو مَجازٌ .
ومِنَ المَجازِ : الضَّحّاكُ كشَدّادٍ : المُستَبِينُ الواسِعُ من الطرُقِ قال الفَرَزْدَقُ : .
إِذا هي بالرَّكْبِ العِجالِ تَرَدَّفَتْ ... نَحائِزَ ضَحّاكِ المَطالِعِ في النَّقْبِ نحائِزُ الطّريقِ : جَوادُّه . كالضَّحُوكِ كصَبُورٍ وهذه عن الجَوْهَرِيِّ قال : .
" على ضَحُوكِ النَّقْبِ مُجْرَهِدِّ