وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وكانَ ابنُ دُرَيْدٍ يَرُد هذا ويَقُول : مَنْ شاهَدَ الضِّباعَ عِنْدَ حَيضَتِها فيَعْلَم أَنّها تَحِيضُ ؟ وإِنّما أرادَ الشّاعِرُ أَنّها تَكْشِرُ لأَكْل اللحُومِ وهذا سَهْوٌ منه فجَعَل كَشْرَها ضَحِكًا وقِيلَ : مَعْناهُ أَنها تَستَبشِرُ بالقَتْلَى إِذا أَكَلَتْهُم فيَهِر بعضُها على بَعْض فجَعَل هَرِيرَها ضَحِكًا وقِيلَ : أَرادَ أَنّها تُسَر بهِم فجَعَل الشرُورَ ضَحِكًا لأَنَّ الضَّحِكَ إِنَّما يكونُ مِنْه كتَسمِيَةِ العِنَبِ خمرًا وكذلك أَنْكَرَه الفَرّاءُ وقال : لم أَسْمَعُه من ثِقَةٍ وقال أَبو عَمْرو : وسَمِعْتُ أَبا مُوسَى الحامِضَ يَسألُ أبا العَبّاسِ عَنْ قَوْلِه فضحكت أي حاضَتْ وقالَ : إِنَّه قد جاءَ في التَّفْسِير فقالَ ليسَ في كَلامِ العَرَبِ والتَّفْسِيرُ مُسَلَّمٌ لأَهْل التَّفْسِير فقَال لَه : فأَنت أَنْشَدْتَنَا لتأَبَّطَ شَرًّا : .
تَضْحَكُ الضَّبعُ لِقَتْلَى هُذَيْلٍ ... وتَرَى الذِّئْبَ بِها يَستَهِلّ فقالَ أَبُو العَبّاس : تَضْحَكُ هنا تَكْشِرُ وذلك أَنِّ الذِّئْبَ يَنازِعُها على القَتِيلِ فتَكْشِرُ في وَجْهِه وَعِيدًا فيتْرُكُها مع لَحْمِ القَتِيلِ وَيمُرّ وقوله : يَستَهِلُّ أي : يَصِيحُ فيَستَعْوي الذِّئابَ إِلى القَتْلَى وقالَ ابنُ دُرَيْد : سأَلْتُ أَبا حاتمٍ عن هذا البَيتِ وقلتُ له : زَعَمَ قومٌ أَنًّ تَضْحَك : تَحِيضُ فقال : مَتَى صَحَّ عندَهُم أَن الضَّبُعَ تَحِيضُ ؟ ثم قالَ : يا بُنَي إِنَّما هي تَكْشِرُ للقَتْلَى إِذا رَأَتْهُم كما قالُوا : يَضْحَك العِير إِذا انْتَزَع الصِّلِّيانَة وِإنَّما يَكْشِرُ وتَزْعُم العَرَبُ أن الضَّبُعَ تَقْعدُ على غَرامِيلِ القَتْلَى إِذا وَرِمتْ وهذا كالصَّحيحِ عندَهُم . وقال أَبُو إِسْحاقَ الزَّجّاج : رُوِيَ أنّها ضَحِكَتْ لأنّها لما كانت قالَتْ لإِبْراهِيمَ اضْمُمْ لُوطًا ابنَ أَخِيكَ إِلَيْكَ فإنّي أَعْلَمُ أَنّه سَيَنْزِلُ بهؤُلاءِ القَوْمِ عَذابٌ فضَحِكَتْ سُرُورًا لمّا أَتَى الأَمْر على ما تَوَهَّمَتْ قال : فأَمّا من قالَ في تفَسِيره : إِنّها حاضَتْ فلَيسَ بشَيءٍ ورَوَى الأَزْهَرِيُّ عن الفَرّاءِ مثلَ هذا وقالَ : إِنّما ضَحِكَتْ سُرورًا بالأَمْن لأَنَّها خافَتْ كما خافَ إِبْراهِيمُ قالَ : وقالَ بَعْضُهُم : إِنَّ فيه تَقْدِيمًا وتَأْخِيرًا أي : فبَشَّرناها بإسْحاقَ فضَحِكَتْ بالبِشارَةِ قال الفَرّاءُ : وهو ما يَحْتَمِلُه الكَلامُ واللَّهُ أَعْلَم بصَوابِه .
وقيل : هو مِنْ ضَحِكَ الرَّجُلُ : إِذا عَجِبَ والمَعْنَى : أي عَجِبَتْ مِنْ فَزَعِ إِبْراهِيمَ عليه السلامُ ومنه قولُ عَبدِ يَغُوثَ الحارِثيِّ : .
وتَضْحَكُ مِنِّي شَيخَةٌ عَبشَمِيَّةٌ ... كأَنْ لَم تَرا قَبلِي أَسِيرًا يَمانِيَا