وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

كالبَحْرِ يُمْطِرُه السَّحابُ وما لهُ ... فَضْلٌ عليهِ لأَنَّهُ من مائِهِ والمُهْدِيِ أَي وكالمقدِّم إلى خُضَارَةَ بالضَّمِّ اسم علمٍ على البحر مُنع من الصَّرف للتأنيث والعِلميَّة أَقلَّ ما يكون من أَنداءِ الماء جمع ندًى وهو الطَّلُّ يكون على أَطراف أَوراق الشجر صباحاً وهو مُبالغة في حقارة هذه الهديَّة وإن عظُمت بالنسبة إلى المُهْدى له . وفي القوافي الالتزام والمبالغة وها أنا أَقول : قال شيخنا المعروف بين أَهل العربية أَنَّ ها الموضوعة للتنبيه لا تدخل على ضمير الرفع المنفصل الواقع مبتدأً إِلاَّ إِذا أَخبر عنه باسم إشارة نحو " ها أَنتم أَوْلاء " " ها أنتم هؤلاء " فأَمَّا إِذا كانَ الخبر غير إشارة فلا وقد ارتكبه المصنّف غافلاً عن شرطه والعجب أَنَّه اشترط ذلك في آخر كتابه لما تكلَّم على ها وارتكبه ها هنا وكأنَّه قلَّد في ذلك شيخه العلاَّمة جمال الدين بن هشام فإنَّه في مغنى اللَّبيب ذكرها ومعانيها واستعمالها على ما حقَّقه النَّحويُّون وعدل عن ذلك فاستعملها في كلامه في الخطبة مثل المصنّف فقال : وها أَنا بائح بما أَسررْته انتهى . إن احتَمَله منِّي أَي حمله وقبله اعتناءً أَي اهتماماً بشأنه أَو قبله حالة كونه معتنياً به تعظيماً له مع حقارته بالنسبة لما عنده من الذخائر العظام وفي التعبير فالاحتمال إيماءٌ إلى كمال حلمه فالزَّبَدُ محرَّكةً : ما يعلو البحر وغيره من الرَّغوة وإن ذهب جُفاءً بالضَّمِّ يقال جفأَ الوادي وأَجْفَأَ إِذا أَلقى غُثاءهُ يركبُ يعلى غاربَ كاهل البحر أَي ثَبَجَه اعتلاءً مفعول مطلق أَو حال من الفاعل أَي حالة كونه معتلياً وما أَخاف على الفُلْكِ أَي السَّفينة انكفاءً انقلاباً وقد هَبَّتْ تحرَّكت ومرَّت رِياحُ عنايته اهتمامه وتوجُّهه كما اشتهت السُفُنُ أَي اشتاقت وتوجَّهت ريحاً رُخاء بالضَّمِّ وهي اللَّيِّنة الطَّيِّبة عبَّر عن كتابه بالفلك لما فيه من بضائع العلوم وقدَّمه هديَّةً لهذا الممدوح وعبَّر بالانكفاء عن الردّ وعدم القَبول والمُراد أَنَّه لا يخاف على هديَّته أَن تنقلب إليه لكمال حلم المُهدى له وهو الممدوح فهو بحرٌ والسُفُنُ التي تجري فيه لا يحصل لها انكفاءٌ ولا انقلابٌ لأنَّ ريحه طيِّبة رِخوة لا تهبُّ إلى على : وَفْق السفن فلا تخالفها لعدم وجدان الزعازع والرياح العاصفة في هذا البحر وفيه الجناس اللاحق في اعتناء واعتلاء والالتزام في جفاء وانكفاء . واستعارة الركوب والغارب للفلك وهبوب الرِّياح للعناية والتَّلميح للاقتباس في ذهب جُفاء إلى قول المتنبِّي : .
" تَجْري الرِّياحُ بِما لا تَشْتَهي السُفُنُ ثمَّ احتار وبالغ في هيبة المخاطب وجلالته كأَنَّه لم يتَّضح له الطريق ولم يهتد لوجه العذر فاستفهم عنه فقال : وبِمَا أَي بأيّ شيءٍ لأعْتَذِرُ أَرشِدوني من حمل الدُّرِّ من أَرْضِ الجبال وهي المعروفة اليوم بعراق العجم وهي ما بين أَصفهان إلى زنجان وقزوين وهمذان والدينور وقرميسين والرَّيّ وما بين ذلك من البلاد والكُوَر إلى عُمان كغُراب كورة على ساحل اليمن تشتمل على بلدان أَي إنَّ الدّرّ كثيرٌ في عُمان المعبر به عن الممدوح وقليل بالنسبة إلى الجبال المعبر به عن المُهدي وهو نظير قولهم : كجالِب التمر إلى هَجَر قال شيخنا : يعني أنَّ الهديَّة شأنُها أن تكون أمراً غريباً لدى المُهدى إليه ومن يُهدي الدُّرّ إلى عُمان والتمر إلى يثرب ونحو ذلك يأْتي بالأَمر المبتَذَل الكثير الذي لا عبر فيه في ذلك الموضع وأَرى البحرَ الجملة حاليَّة يذهبُ ماءُ وجهِهِ أَي يضمحِّل وهو كناية عن التجرُّد عن الحياء وقِدماً قيل : .
" ولا خَيْرِ في وَجْهٍ إِذا قَلَّ ماؤُهُ