وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

إِذا تنفَّس من واديكَ أَي مجلسك رَيحانُ أَي كل ذي رائحة طيبة تأرّجَتْ أَي توهجَت من قميص الصُّبْح هو الفجر أرْدان أَي أكمام جعل الصبح كأنه شخص وما ينتشر عنه من أضوائه وأنواره عند صدوع الفجر كأنه ثياب يلبسها وجعل الثياب قميصاً له أكمام متفرقة وقيّد بالصبح لأن روائح الأزهار والرياض تفوح غالباً مع الصباح . والبيت من البسيط وفيه الاستعارة المكنية والتخييلية والترشيح وقوة الانسجام وما أجدر أَي أحق هذا اللسان أَي اللغة وفي الأصل ذلك اللسان وهو أَي اللسان حَبيبُ النفس أَي محبوبها وعَشيق الطبْع أَي معشوقه أَي حُبُّه طبيعةٌ للأذواق السليمة وسَميرُ أَي مسامِر ومحادث ضمير أَي خاطر وقلب الجَمْع هم الجماعات المجتمعة للمنادَمَة والمسامَرة والملاطفة بأنواع الأدب والمُلَح وذلك لما فيه من الغرائب والنوادر وقد وقفَ أَي اللسان على ثَنيَّة الوداع أشار بهذا إلى أنها قد أزمعت الترحال ولم يبق منها إِلاَّ مقدار ما يعدّ توديعاً بين الرَّجال وفي الفقرة الاستعارة المكنية والتخييلية والترشيح وهَمّ أَي اعتنى واهتم وقصد قِبْلِيُّ بالكسر منسوب إلى القبلة وهي جهة الصلاة وناحية الكعبة المشرَّفة مُزْنِه أَي غيثه بالإقلاع أَي بالكفِّ والارتفاع وخص القبليَّ لما من شأنه الانصباب بأن يُعْتنَق الظرف متعلق بأجدر أَي ما أحق هذا اللسان لشرفه وتوقف الأمر عليه وعزمه على الرحيل أن يعامل مُعاملة المفارِق فيُعْتَنق ضمًّا والتزاماً كالأحبّة أَي كما يَضمُّون الصدور على الصدور ويلتزمون بالنحور لدى التوديع أَي مُوادعة بعضهم بعضاً ويُكْرَم بنقل الخطوات أَي بالمشي مُتبعاً على آثاره أَي بقيته كالأعِزَّة كما في نسخة الأصل حالة التشييع قال شيخنا : وقد أورد هذا الكلام على جهة التمثيل حضًّا وحثًّا على تعلُّم اللغة والاعتناء بشأنها وتحصيلها بالوجه الممكن وإن لم يكن الكل فلا بد من البغض فجعلها كشخص تهيَّأ للسفر ووقف على ثنيَّة الوداع وأوجب تَشييعه وتَوْديعه بالاعتناق المشتمل على الضمّ والالتزام الذي لا يكون إِلاَّ للخاصة من الأحبَّة في وقت التوديع وحث على نقل الخُطا في آثاره حالة التشييع كما يفعل بالصديق المضنون بمفارقته ثمَّ أشار إلى ما كانَ عليه في الزمن السابق من تعظيم أهل اللغة وإنالتهم جلائل المكاسب فقال وإلى اليومُ أَي إلى هذا الزمان الذي كانَ فيه نال القوم أي أخذوا وأدركوا به أَي بسبب هذا اللسان المراتب الجليلة والحُظوظ الجسيمة وجعلوا أَي صيروا حَماطَة بالفتح والمهملتين صَميم جُلْجُلانِهِم بالضم أَي حبَّة قلبهم قال شيخنا : وهو مأخوذ من كلام سيدنا عليٍّ Bه كما مرَّ وفي الأصل : جعلوا حَماطة قلوبهم لَوْحَه أَي صحيفته المحظوظ المحروس أَي جعل قلبه لَوْحَ ذلك الشيء فإن الإنسان إِذا أكثر من ذكر شيء لازمه وسلَّط قلبه على حفظه ورعايته وفي الفقرة تضمين وفاح أَي انتشر من زهر أَي نَوْر تلك الخمائل جمع خَميلة وإن أخطأه أَي تجاوزه فلم يُصِبْه صوْبُ أَي قصد أو نزول الغُيوث الأمطار الهَواطل الغزيرة المتتابعة العظيمة القطر ما تتولّع به أَي تستنشقه الأرواح وتحنُّ له النفوس لا من الأمور العارضة التي تأخذه الرِّياح والأهْوِية فتفرِّقه ففيه المبالغة وجناس الاشتقاق وتُزْهَى مبنيا للمجهول على الفصيح أَي تتبختر وتتكبَّر به الألسنُ لا الأغصن جمع غصن على المشاكلة فإن القياس على ما سيأتي في جمع غصن غصون وغِصنَة كقِرطَة وأغصان ويُطلِع بضم حرف المضارعة أَي يُظهر طَلْعَهُ أَي ثمره السادات والعلماء من البَشَر لا الشجر فإنه جامد والطَّلع بالفتح شيء يخرج كأنه نعلان مُطبقان والحمل بينهما منضود الطَّرَف محدود وأريد بالشجر النخل وقد ثبت عن العرب تسمية النخل شجراً قاله الزجاج وغيره ومنه الحديث المرويّ في الصحيحين " إن من الشجر شجرةً لا يقسط ورقها وإنها لمثلُ المؤمن أخبروني ما هي " فوقع الناس في أشجار البوادي فقال " ألا وهي النخلة " وقال شيخنا : وفيه إشارة إلى أن المعتبر في العلوم هم حملها عن الرجال ومشافهتهم بضبطها وإتقانها لا الأخذ من الأوراق والصحف فإنه ضلال مَحْضٌ ولا سيما المنقولات التي لا مجال للعقل فيها كرواية اللغة والحديث الشريف فإنهما يتسلط عليهما التصحيف والتحريف