وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

نسأل الله اللطف والستر إنه وليّ الإجابة والأمر ولا لها مُجاوب يردُّ لها جوابَها إِلاَّ الصَّدى وهو الصوت الذي يُسمع من أركان السُّقوف والباب إِذا وقع صِياحٌ في جوانبها ما بين أعلامِها أَي علاماتها الكائنة فيها الدَّوارِس أَي التي عفَت آثارها وكأن هذا مبالغة في الإعراض عن العلم وطلبه بحيث لو قدِّر أنه رجل طالب يسأل من يأخذه لا يُلْقى له مجاوب ولا يوجد له داع ولا مجيب وفي الفقرة التزام ما لا يلزم وزاد في الأصل بعد هذه العبارة إن اختلف إلى الفقهاء محصل بيده التعليق فمسبّب الديوان وحامل البروات أو ألزم الحجة بطريق التوجيه معاند فمستخرج مال القسمات يقع الخلاف ولا منع إِلاَّ عن الحق الصريح ولا مطالبة إِلاَّ بالمال الجسيم ولا مصادرة على المطلوب إِلاَّ بضرب يضطر معه إلى التسليم . إلى آخر ما قال لكن استدراك على الكلام السابق وعبارة الأصل : ولو شئت لقلْت أسأرَت شِفاه الليالي من القوم بَقايا وأخلفت بواسقُ النخل ودايا بلى لم يَتَصوَّحْ أَي لم يتشقق ولم يَجِفَّ وصاح النبت وصَوّح وتصَوّح : يبس وجفَّ وظهرت فيه الشقوق في عَصْفِ بفتح فسكون أَي هبّ تلك البوارح وهي الرياح الشديدة الحارّة التي تهبّ بشدة في الصيف والمراد بها تلك الحوادث والمصائب نَبْتُ تلك الأباطح عبارة عن اللغة وأهلها على وجه الاستعارة التخييلية والمكنية والترشيحية أصْلاً انتصابه على الظرفية أَي لم يتصوّح وقتاً من الأوقات ورَاسا هو في نسختنا بإثبات الهمز وسقطت عن غالب الأصول المصححة وهو على لغة بني تميم فإنهم يتركون الهمز لُزوماً خلافاً لمن زعم أن ترك الهمز إنما هو تخفيف قاله شيخنا والمراد أن تلك الدوائر التي دارت على أهل اللغة لم تستأصلهم بالكلّيّة بل أبقت منهم بقيّة قليلة تنجع إِذا سقتْها سحائبُ التدارُكِ ممن يقيِّضه الله على عادته إحياءً للدين وعلومه وفي الفقرة ترصيع ولم تُستلَب أَي لم تختلس ولم ينتزع ذلك النبت الذي أريد به اللغة وهو من الافتعال وفي نسخة : ولم يتسلَّب من باب التفعُّل فهو نظير لم يتصَوّح ومثله في شرف إيوان البيان الأعْواد المورِقةُ أَي الأغصان التي نبت عليها ورَقُها عن آخرها أَي بتمامها وكلها وهذه الكلمة استعملها العرب قديماً وأرادت بها الاستيعاب والشمول وإن أذْوَت أَي أجَفَّت وأيبَسَت الليالي أَي حركاتها غِراساً جمع غرسٍ أو مفرد بمعنى المغروس كاللِّباس بمعنى الملبوس وفي الفقرة التزام ما لا يلزم وهو الراء قبل الألف الموالية للسين التي هي القافية وفي نسخة : وإن أذوت الألسنة ثمار الليالي غراساً ولا تتَساقطُ عن عَذَبات جمع عذبة محركة فيهما وهي الطَّرَف وعَذبة الشجرةِ غُصْنُها كما سيأتي تحقيقه في مادته أفنان جمع فَنَن هو الغُصن الألسنة جمع لسان هو الجارحة ثِمارُ اللسان أَي اللغة وفي الأصل البيان العربيّ منسوبة للعرب ما اتَّقت أَي تحفَّظت مُصادمَةَ أَي مدافعة هوجِ بالضم جمع هَوْجاء وهي الرِّيح العظيمة التي تَقلع البيوتَ والأشجار الزَّعازِع جمع زَعْزَع والمراد بها الشدائد وجعل ابن عبد الرحيم الهوجَ جمع هَوَج محركة وتمحَّل لبيان معناه وهو غلط بمناسَبَة أَي مشاكلة ومقاربة الكتاب وهو القرآن العظيم كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ودَوْلَة النَّبي صلّى الله عليه وسلّم والمراد استمرار الغَلَبة النبويّة قال : وهذه الفقرة كالتي قبلها مُشعرة ببقاء هذه العلوم اللسانية وأنها لا تذهب ولا تنقطع ولو صادمتها الزعازع والشدائد لأنها قريبة ومشاكلة للقرآن العظيم وللدولة النبوية فكما أن القرآن والدولة النبوية ثابتان باقيان ببقاء الدنيا ولا تزال كلمة الله هي العليا ولا تزال الدولة المحمدية صائلة فكذلك ما يتوصَّل به إلى معرفة الكتاب العزيز وكلام النبي صلّى الله عليه وسلّم لا يزال مستمرَّا على مرور الزمان وإن حصل فيه فتورٌ أحياناً كما أن الاتقاءَ والتحفظ دائم لا يزول فكذلك عدم التساقط وفي الكلام من الاستعارات الكنائية والتخييلية والترشيحية وفيه جناس الاشتقاق والتزام ما لا يلزم ولا يَشْنَأ أَي لا يبغض هذه اللغة الشريفة وعبارة الأصل : فهي اللغة لا يَشنَؤُها إِلاَّ من اهْتافَ به افتعل من الهَيْفِ أَي رماه