مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتوفَ لأَهلِها ... جِهاراً ويَسْتَمِعْنَ بالأنسِ الجَبْلِ هكذا في اللِّسان والصوابُ في قوله : ويستَمتِعنَ بالأَنَس الجَبْل . محرَّكة وهو الجماعة والجَبْلُ بالفَتْح : الكثير وقد تقدّم ذلك في كلام المُصَنِّف . والأَنَسُ محرّكةً لغةٌ في الإنْس بالكسر وأنشد الأخفشُ على هذه اللُّغَة : .
أَتَوْا ناري فقلتُ مَنُونَ أَنْتُمْ ... فقالوا الجنُّ قلتُ عِمُوا ظَلاما .
فقلتُ إلى الطَّعامِ فقال منهمْ ... زَعيمٌ نَحْسُدُ الأَنَسَ الطَّعاما قال ابنُ بَرّيّ : الشِّعرُ لشَمِر بن الحارث الضَّبِّيّ وقد ذَكَرَ سيبويه البيتَ الأولَ وقال : جاء فيه مَنُونَ مَجْمُوعاً للضرورة وقياسُه : مَن أنتم ؟ وقالوا : كيف ابنُ أُنْسِك بالضَّمّ أي كيفَ نَفْسُك وهو مَجاز . ومن أمثالِهم : آنَسُ مِن حُمَّى . يريدون أنّها لا تكادُ تُفارِقُ العَليلَ كأنّها آنِسَةٌ به . وقال أبو عمرو : الأَنَسُ محرّكةً : سُكّانُ الدّار قال العَجّاج : .
وبَلدَةٍ ليسَ بها طُورِيُّ ... ولا خَلا الجِنّ بها إنْسِيُّ .
" تَلْقَى وبِئسَ الأَنَسُ الجِنِّيُّ وكانت العربُ القدماءُ يُسَمُّون يومَ الخميسِ مُؤْنِساً ؛ لأنّهم كانوا يميلون فيه إلى المَلاذِّ بل وَرَدَ في الآثارِ عن عليٍّ Bه : أنّ الله تَبارَكَ وتعالى خَلَقَ الفِردَوسَ يومَ الخميس وسَمَّاها مُؤْنِس . وابنُ الأَنَس : هو المُقيم . مكانٌ مَأْنُوسٌ : فيه أَنسٌ كَمَأْهولٍ : فيه أهلٌ قاله الزَّمَخْشَرِيّ . وفي اللِّسان : إنّما هو على النَّسَب ؛ لأنّهم لم يقولوا : أَنَسْتُ المكانَ ولا أَنِسْتُه فلما لم نَجِدْ له فِعلاً وكان النَّسَبُ يَسوغُ في هذا حَمَلْناه عليه قال جَريرٌ : .
" فالحِنْوُ أَصْبَحَ قَفْرَاً غَيْرَ مَأْنُوسِ وجاريَةٌ أَنُوسٌ كصَبورٍ من جَوارٍ أُنُسٍ قال الشاعرُ يصفُ بَيْضَ نَعامٍ : .
أُنُسٌ إذا ما جِئْتَها ببُيوتِها ... شُمُسٌ إذا داعي السِّبابِ دَعاها .
جُعِلَتْ لهنَّ مَلاحِفٌ قَصَبيَّةٌ ... يُعْجِلْنَها بالعَطِّ قَبْلَ بِلاها والمَلاحفُ القَصَبيَّةُ يعني بها ما على الأَفرُخِ من غِرْقِئِ البَيضِ . واسْتَأْنَسَ الشيءَ : رآه عن ابْن الأَعْرابِيّ وأنشد : .
بعَيْنَيَّ لم تَسْتَأْنِسا يَوْمَ غُبْرَةٍ ... ولم تَرِدا جَوَّ العِراقِ فَثَرْدَما وقال ابْن الأَعْرابِيّ : أَنِسْتُ بفلانٍ : فَرِحْتُ به . واسْتَأْنَسَ : اسْتَعلمَ . والاسْتِئْناس : التَّنَحْنُح وبه فَسَّرَ بعضُهم الآية . وفي حديث ابن مسعودٍ Bه : كان إذا دَخَلَ دارَه اسْتَأْنَسَ وَتَكَلَّمَ . أي اسْتعلمَ وَتَبَصَّرَ قَبْلَ الدُّخول . والإيناس : المَعرِفةُ والإدراكُ واليقين ومنه قولُ الشاعر : .
إنْ أتاكَ امْرُؤٌ يَسْعَى بكِذْبَته ... فانْظُرْ فإنّ اطِّلاعاً غَيْرُ إيناسِ الاطِّلاع : النّظَر والإيناس : اليقين . وقال الفَرّاء : من أمثالِهم : بَعْدَ اطِّلاعٍِ إيناسٌ . يقول : بَعْدَ طُلوعٍ إيناسٌ . وَتَأَنَّسَ البازيُّ : جَلَّى بطَرْفه وَنَظَرَ رافِعاً رَأْسَه طامِحاً بطَرْفه . وفي الحديث : " لو أطاعَ اللهُ الناسَ في الناس لم يكُنْ ناسٌ " قيل : معناه أنّ الناسَ يُحبّون أن لا يُولَد لهم إلاّ الذُّكْرانُ دونَ الإناث ولو لم تكن الإناثُ ذَهَبَ الناسُ ومعنى أطاعَ اسْتَجابَ دعاءَه . وأُنُسٌ بضمَّتَيْن : ماءٌ لبني العَجْلان قال ابنُ مُقْبِل : .
قالتْ سُلَيْمى ببَطنِ القاعِ من أُنُسٍ ... لا خَيْرَ في العَيشِ بَعْدَ الشَّيبِ والكِبَرِ