أي على ثَوْرٍ وَحْشِيٍّ أحسَّ بما رابَه فهو يَسْتَأْنِسُ أي يَتَبَصَّرُ وَيَتَلفَّتُ هل يرى أحداً . أراد أنّه مَذْعُورٌ فهو أَجَدُّ لعَدْوِه وفِرارِه وسُرعتِه . اسْتَأْنَسَ الرجلُ : اسْتَأْذَنَ وَتَبَصَّرَ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : " لا تَدْخُلوا بُيوتاً غيرَ بُيوتِكُم حتى تَسْتَأْنِسوا وتُسَلِّموا " قال الزَّجَّاج : معنى تَسْتَأْنِسوا في اللُّغَة تَسْتَأْذِنوا ولذلك جاءَ في التفسير تَسْتَأْنِسوا فَتَعْلموا : أيريد أَهْلُها أن تَدْخُلوا أم لا ؟ وقال الفَرّاء : هذا مُقدَّمٌ ومُؤَخَّرٌ إنّما هو حتى تُسَلِّموا وتَسْتَأْنِسوا ؛ السلامُ عليكم أَدْخُلُ أم لا ؟ وكان ابنُ عَبّاسٍ يقرأُ هذه الآيةَ " حتى تَسْتَأْذِنوا " قال : تَسْتَأْنِسوا خطأٌ من الكاتب قال الأَزْهَرِيّ : قرأَ أُبَيٌّ وابنُ مسعودٍ " تستأْذِنوا " كما قرأ ابنُ عبّاس والمعنى فيهما واحدٌ وقال قَتادَةُ ومُجاهِدٌ : تَسْتَأْنِسوا هو الاسْتِئْذان . والمُتَأَنِّسُ والمُسْتَأْنِس : الأَسَد كما في التكملة أو المُتَأَنِّسُ : الذي يُحِسُّ الفَريسةَ من بُعدٍ وَيَتَبصَّرُ لها وَيَتَلفَّت قيل : وبه سُمِّيَ الأسَدُ . يقال : ما بالدار من أَنيسٌ وفي بعضِ النُّسَخ : ما بالدارِ أَنيسٌ أي أحد وفي الأساس : من يُؤْنَسُ به . منَ المَجاز : لَبِسَ المُؤْنِسات أي السِّلاحَ كلّه قال الشاعر : .
ولَستُ بزُمَّيْلَةٍ نَأْنَإٍ ... خَفِيٍّ إذا رَكِبَ العَودُ عُودا .
ولكنَّني أَجْمَعُ المُؤْنِساتِ ... إذا ما اسْتَخَفَّ الرِّجالُ الحَديدا يعني أنّه يقاتلُ بجميع السلاح . أو المُؤْنِسات : الرُّمْحُ والمِغْفَرُ والتِّجْفافُ والتَّسْبِغَةُ كَتَكْرِمَةٍ وهي الدِّرْعُ وفي بعض النُّسَخ : النيعة وفي أُخرى : النَّسيعة والصوابُ ما قدَّمْنا . والتُّرْسُ قاله الفَرّاء وزادَ ابنُ القَطّاع : والقَوسُ والسيفُ والبَيْضَةُ . ومُؤَنِّسٌ كمُحَدِّث : ابنُ فَضَالَةَ الظَّفَريُّ : صحابيٌّ . وفاتَه مُؤَنِّسُ بنُ مَعْمَرٍ الفقيه حدَّثَ عن ابن البُخاريِّ ومُؤَنِّسٌ الحنَفِيُّ وأحمدُ بنُ يونُسَ بن عبد الملك . وغيرُهم واختُلف في عَيّاش بن مُؤَنِّس على ثلاثة أقوال ذكرها . أُنَيْسٌ كزُبَيْر : عَلَمٌ منهم أُنَيْسُ بنُ قَتادةَ الأنصاريُّ الذي شَهِدَ بَدْرَاً قاله الواقِديُّ . وكأمير : ابنُ عبد المُطَّلب كُنيَتُه أبو رُهْمٍ : جاهليٌّ كذا نَقَلَه الصَّاغانِيّ وكذا في النُّسَخ والصوابُ أنه أَنيسُ بنُ المُطَّلب بن عَبْدِ مَناف كذا حقَّقَه الحافظُ وأَئِمَّةُ النَّسَب وهو قولُ الزُّبَيْر بن بَكّار ونقله الصَّاغانِيّ في العُباب . ووَهْبُ بنُ مَأْنُوسٍ الصَّنْعانيّ : من أتباعِ التابِعين نقله الصَّاغانِيّ . وأبو أُناسٍ كغُرابٍ عبدُ الملك بنُ جُؤَيَّةَ قال يحيى بن آدم : أخبارِيٌّ مُقِلٌّ . وفاتَه أبو أُناسٍ بنُ عليِّ بن حَمْزَةَ الكسائيِّ ذَكَرَه خَلَفُ بنُ هشامٍ البَزّاز في أحكامه . وأمُّ أُناسٍ بنتُ أبي موسى الأَشْعريِّ الصَّحابيِّ وأمُّ أُناسٍ بنتُ قُرْطٍ : جدَّةٌ لعبد المُطَّلب بن هاشمٍ وأمُّ أُناسٍ بنتُ أُهَيْبٍ الجُمَحيَّة : جدَّةٌ لأسماءَ بنت أبي بكرٍ الصِّدِّيق . وغيرُهُنَّ كأمِّ أُناسٍ بنت عَوْف بن مُحَلِّم بن ذُهْل بن شَيْبَان وأمُّ أُناسٍ بنتُ أبي بكر بن كِلاب وهي أمُّ الخُلَعاءِ بَطْن من عامرِ بن صَعْصَعة ذكره ابنُ الكلبيِّ وسيأتي . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : الاسْتِئْناسُ والتَّأَنُّس بمعنى الأُنْس وقد أَنِس به واسْتَأْنَسَ وتأَنَّسَ بمعنىً . والحُمُرُ الإنْسِيَّةُ في الحديث بكسر الهمزة على المشهور وهي التي تَأْلَفُ البيوتَ وفي كتابِ أبي موسى ما يدلُّ على أنّ الهمزةَ مَضْمُومةٌ ورواه بعضُهم بالتحريك وليس بشيءٍ قال ابنُ الأَثير : إنْ أرادَ أنّ الفتحَ غيرُ معروفٍ في الرواية يَجوز وإن أراد أنّه غيرُ معروفٍ في اللُّغَة فلا فإنّه مَصْدَرُ أَنِسْتُ به آنَسُ أَنَسَاً وأَنَسَةً . واسْتَأْنَسَ : أَبْصَرَ وبه فُسِّرَ قولُ ذي الرُّمَّة السابق . وإنسانُ السَّيفِ والسَّهم : حدُّهُما . والإنْسُ بالكَسْر : أهلُ المَحَلِّ والجَمعُ آناسٌ قال أبو ذُؤَيْب :