وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعَنَي بالحَدِيد هنا الدِّرْعَ . من المَجَاز : الظِّهَارُ من النَّسَاءِ كَكِتاب هو قَوْلُه أَي الرجلُ لامْرَأَتِهِ : أَنتِ عَلَيَّ كظَهْرِ أُمِّي أَو كظَهْرِ ذات رَحم وكانت العربُ تُطَلِّقُ نِسَاءَها بهذِه الكَلِمَة وكان في الجاهِليَّة طَلاقاً فلما جاءَ الإِسلامُ نُهُوا عنها وأَوجب الكَفّارة على من ظَاهَرَ من امرأَتِهِ وهو الظَّهَارُ وأَصلُه مأْخُوذٌ من الظَّهْرِ وإِنمَا خَصُّوا الظَّهْرَ دونَ البَطْنِ والفَخْذِ والفَرْج وهذه أَولى بالتّحْرِيم لأَن الظَّهْرَ مَوضعُ الرُّكُوبِ والمَرْأَةُ مَرْكُوبَةٌ إِذا غُشِيَتْ فكأَنَّه إِذا قال : أَنْت عليَّ كظَهْرِ أُمِّي أَرادَ : رُكُوبُك للنِّكَاحِ علىَّ حَرامٌ كرُكُوب أُمِّي للنكاحِ فأَقَامَ الظَّهْرَ مُقَامَ الرُّكُوبِ لأَنّه مَرْكُوبٌ وأَقام الرُّكُوبَ مُقَامَ النِّكَاحِ لأَنّ النّاكحَ راكِبٌ وهذا من لَطِيفِ الاستِعَارَات للكِنَايَةِ . قال ابنُ الأَثير : قيلَ : أَرادُوا أَنْتِ عليَّ كبَطْنِ أُمِّي أَي كجِمَاعِهَا فكَنْوا بالظَّهْرِ عن البَطْنِ للمُجَاوَرَةِ وقالَ : وقيل : إِنّ إِتْيَانَ المَرْأَةِ وظَهْرُهَا إِلى السماءِ كان حَرَاماً عندهُم وكان أَهلُ المَدِينَةِ يقولون : إِذا أُتِيَت المَرْأَةُ ووَجْهُها إِلى الأَرضِ جاءَ الولدُ أَحْوَلَ فلِقَصْدِ الرَّجلِ المُطَلَّق منهم إِلى التغليِظ في تحْرِيمِ امرَأَتِه عليه شَبَّهَها بالظَّهْرِ ثم لم يَقْنَعْ بذلك حتى جَعَلَهَا كظَهْرِ أُمِّهِ . وقد ظاهرَ مِنْهَا مُظَاهَرَةً وظِهَاراً وتَظَهَّرَ وظَهَّرَ تَظْهِيراً وتَظَاهَرَ كلُّه بمَعْنَىً وقوله عَزَّ وجَلّ " والذّينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ " قرئَيُظَاهِرُونَ وقُرِيءَ يَظَّهَّرُونَ والأَصل يَتَظَهَّرُونَ والمَعْنَى واحدٌ . قال ابنُ الأَثِير : وإِنما عُدِّيَ الظِّهَارُ بمِنْ لأَنَّهُم كانوا إِذا ظاهَرُ المَرْأَةَ تجَنَّبُوهَا كما يَتَجَنَّبُونَ المُطَلَّقَة ويَحْتَرِزُون منها فكان قوله ظَاهَرَ من امرأَتِه أَي بَعُدَ واحْتَرَزَ منْهَا كما قيل : آليَ من امْرَأَتِه لمَّا ضُمِّنَ معَنى التّبَاعُدِ بمِن . والمَظْهَرُ : المَصْعَدُ كلاهما مِثَالُ مضقْعَد كذا ضبطه الصاغانيّ ويُوجَد هنا في بعضِ النُّسخ بضمّ الميمِ فيهما وهو خَطَأٌ قال النّابِغَةُ الجَعْدِيّ وأَنشَده رسولَ اللهِ صلَّ الله عليه وسَلَّم : .
بَلَغْنَنا السَّمَاءَ مَجْدُنا وَسنأوُنَا ... وإِنا لنَرْجُو فَوقَ ذلك مَظْهَرَا