وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اقتداءً بالكتاب العزيز وعملاً بالحديث المشهور على الألسنة " كُلُّ أمرٍ ذي بالٍ لا يُبْدَأُ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتَرُ أو أقطعُ أو أجذَمُ " على الروايات والمباحث المتعلِّقة بها أوردناها في رسالة مخصوصة بتحقيق فرائدها ليس هذا محل ذكرها الحمد لله ثنّى به اقتفاءً للأثريْن وإعمالاً للحديثين وجمعاً بين الرِّوايتين وإيراد المباحث المتعلقة بهذه الجملة يخرجنا عن المقصود فليُنظر في الكتب المطَوّلات مُنْطق البُلغاء نَطَق نُطْقاً تكلَّم وأنطقه غيره جعله ناطقاً والبلغاءُ جمع بليغ وهو الفصيحُ الذي يبلغ بعبارته إلى كُنْه ضميره والمعنى : أَي جاعل البلغاء ناطقين أَي متكلِّمينَ باللُّغى جمع لغةٍ كَبُرَةٍ وبُرًى أَي بالأصوات والحروف الدالَّة على المعاني مأخوذٌ من لَغَوْتُ أَي تكلّمت ودائرةُ الأخذ أوسع من دائرة الاشتقاق كذا حققه الناصر اللَّقانيُّ وأصلها لُغْوَة أو لُغْيَة بناءً على أن ماضيه لَغَى إما أن تكون ياؤه أصليّةً أو منقلبةً عن واوٍ كرضي استُثقلت الحركةُ على الواو أو الياء فنُقلت للساكن قبلها فبقيت الواو أو الياء ساكنةً فحذفت وعُوِّضَ عنها هاءُ التأنيث وقد يُذكر الأصلُ مقروناً بها أو نِيَّة العِوَضيَّة تكون بعد الحذف ووزنها بعد الإعلال فُعةٌ بحذف اللام وقولُنا كبُرَةٍ وبُرًى هو لفظ الجوهري ومرادُه المماثلة في الوزن لا الأصل لقوله في فصل الباء نقلاً عن أَبِي عليٍّ : إن أصل بُرةٍ بَرْوَةٍ بالفتح قال : لأنها جُمعت على بُرًى مثل قَرْية وقُرًى وضبط في بعض النسخ بفتح اللام وهو غلطٌ لفساد المعنى لأنه يكون حينئذ من لَغيَ يَلْغى لَغاً إذا هَذى وقياس باب عَلِم إذا كانَ لازماً أن يجيء على فَعَلٍ كفرِح فرحاً قال شيخنا : وفي الفقرتين شِبْهُ الجِناس المحرَّف وعلى النسخة الثانية المُلحق : ويأتي جمع لغةٍ على لُغاتٍ فيجب كسر التاء في حالة النَّصب وحكى الكسائيُّ : سمعتُ لُغاتَهم بالفتح تشبيهاً لها بالتاء التي يوقف عليها في البوادي أَي حالةَ كونِهم فيها وسوَّغ مجيءَ الحال من المضاف إليه كونُ المضاف عاملاً فيه وهي جمع باديةٍ سماعاً وقياساً واشتقاقها من البُدُوِّ وهو الظُّهور والبُروز وإنما قُيِّد بذلك لأن المعتبر في اللغات ما كانَ مأخوذاً عن هؤلاء الأعراب القاطنين بالبادية للحِكمة التي أوْدَعها الله سبحانه في لسانهم مع مَظِنَّةِ البُعد عن أسرارها ولَطائفها وبدائعها ومودِعِ من أوْدَعه الشيء إذا جعله عنده وديعةً يَحفظُه له اللسان أَي لسان البلغاء ألْسَنَ أفعل من لَسِنَ كفرِح لَسَناً فهو لَسِنٌ ككتِف وألْسن كأحْمر فهو صفة أَي أفصح اللُّسُن بضمتين جمع لسان بمعنى اللغة الهَوادي جمع هادية وهادِ وهو المُتقدِّم من كلِّ شيءٍ ومنه يقال للعُنق : الهادي والمعنى مودِع لِسانِ البلغاء أفصح اللغاتِ المتقدِّمة في أمر الفصاحة أَي الفائقة فيه فإن الشيء إذا فاق في أمرٍ وبلغ النهاية فيه يقال : إنه تقدّم فيه وفي البُلغاء واللَغى واللسان وما بعده من الجناس ما لا يَخفى ومُخَصَّص أَي مُؤْثِر ومُفضّل عُروقِ جمع عِرْق من كلِّ شيء أصلُه القَيْصوم نَبْتٌ طيِّبُ الريحِ خاصٌّ ببلاد العرب ومًخصّص غَضا مقصورٌ وهو شجرٌ عربيٌّ مشهور القَصيم جمع قَصيمةٍ رملةٌ تُنْبِت الغَضا وفي بعض النسخ بالضاد المعجمة وهو تصحيف بما أَي بالسِّرّ والتخصيص الذي لم ينَلْه أَي لم يُعْطَه من النَّوال أو لم يُصِبْه بِسرٍّ وخُصوص ولم يظفرْ به العبهَرُ نبتٌ طيِّبٌ مشهورٌ والجادي بالجيم والدال المهملة كذا في النسخة الرَّسولية والملكية وحُكي إعجام الدال لغةٍ والياء مشدَّدة خُفِّفت لمراعاة القوافي وهي نِسْبة إلى الجادِيَةِ قرية بالبلقان قال الزمخشري في الأساس : سَمِعت من يقول : أرض البلقاء أرضُ الزعفران وأقرَّه المناوِيُّ والمعنى أن الله تعالى خصَّص النباتات البدويّة كالغَضا والقَيْصوم والشّيح مع كوْنِها مُبتذَلةً بأسرارٍ ودقائقَ لم توجد في النباتات الحَضَريَّة المُعَظَّمة المُعدّة للشَّمِّ والنَظَرِ كالنّرجس والياسمين والزعفران وفي ضمن هذا الكلام تخصيص العرب بالفصاحة والبلاغة واقتضى أن في عروق رعْيِ أرضِهم وخِصْب زمانهم من النفع والخاصّيّة ما لم يكن