فمثْلِك قد لَهْوتُ بها وأَرْضٍ ... مَهَامِهَ لا يَقُودُ بها المُجيدُ وفي حديث الاستسقاءِ ولم يأْتِ أَحدٌ من ناحِيَة إِلا حَدّثَ بالجَوْد الجَوْدُ : المطرُ الواسِعُ الغزِيرُ . وفي المحكم : الّذِي يرْوِي كلَّ شيْءٍ أَو الجَوْد من المطر : الذي لا مطر فوْقَهُ البَتّة . جمعُ جائدٍ مثْل صاحبٍ وصَحْبٍ . وجادهم المطرُ يجُودهم جَوْداً . ومَطر جَوْدٌ بَيِّن الجَوْدِ . قال أَبو الحسن : فأَمَّا ما حكَى سيبويه من قولهم : أَخذتْنا بالجَوْد وفَوْقَه فإِنما هي مبالغةٌ وتشنيع وإِلاّ فليس فوق الجَوْدِ شيْءٌ قال ابن سيده : هذا قولُ بعضهم . وسَماءٌ جَوْدٌ وُصِفت بالمصدر . وفي كَلام بعْضِ الأَوائل : هَاجتْ بنا سَمَاءٌ جَوْدٌ وكان كذا وكذا وسحابةٌ جوْدٌ كذلك حكاه ابن الأَعرابيّ . ومَطَرَتَانِ جَوْدانِ . وقد جِيدُوا أَي مُطِرُوا مَطَراً جَوْداً . وجِيدَت الأَرضُ : سَقاها الجَوْدُ . وقال الأَصمعيّ : الجَوْد : أَن تُمْطَرَ الأَرضُ حتَّى يَلْتقِيَ الثَّرَيَانِ . وأُجِيدَتِ الأَرضُ كذلك وهذه عن الصاغانيّ . فهي مَجُودةٌ : أَصابَها مَطرٌ جَوْدٌ . وقَولُ صخْرِ الغَيّ : .
يُلاعِبُ الرِّيحَ بالعَصْرَيْنِ قَصْطَلُهُ ... والوابِلُونَ وتَهْتَانُ التَّجَاوِيدِ يكون جَمْعاً لا واحدَ له كالتَّعَاجِيب والتّعَاشِيب والتَّبَاشير وقد يكون جَمْعَ تَجْوَادٍ . وجَادَت العَيْنُ تَجُود جَوْداً بالفتح وجُؤُوداً كقُعُودٍ : كَثُرَ دَمْعُهَا عن اللِّحْيَانيّ . وجادَ المَريضُ بِنَفْسِهِ عند الموْت يَجُود جَوْداً وجُؤُداً قَارَبَ أَن يَقْضِيَ يقال هو يَجُود بنَفْسِه إِذا كَان في السِّياق . والعرب تقول : هو يَجُود بنَفْسه أَي يُخرِجها ويَدْفعها كما يَدْفَع الإِنسانُ مالَه وهو مَجاز . وحَتْفٌ مُجِيدٌ أَي حاضِرٌ . وهو مَجاز قيل أُخِذَ من جَوْدِ المَطَر . قال أَبو خراش : .
غَدَا يَرْتَادُ في حَجَرَات غَيْثٍ ... فصَادَفَ نَوْأَه حَتْفٌ مُجِيدُ والجُوَادُ كغُرابٍ : العَطَشُ أَو شِدَّتُه قال الباهليّ : .
ونَصْرُك خَاذِلٌ عنِّى بَطِيءٌ ... كأَنَّ بكُمْ إِلى خَذْلِى جُوَادَا والجَوْدَة : العَطْشَةُ . قال ذو الرُّمَّة : .
تُعاطِيهِ أَحْيَاناً وقَدْ جِيد جَوْدَةً ... رُضَاباً كطَعْمِ الزنْجبيلِ المُعَسَّلِ وفي التهذيب : جِيدَ الرّجلُ يُجَادُ جُوَاداً وجَوْدَةً فهو مَجُودٌ إِذا عَطِش أَوْ جِيد فلانٌ إِذا أَشْرَفَ على الهَلاَكِ كأَنّ الهلاكَ جادَه قال خِدَاش بن زُهَير : .
تَرَكْتُ الوَاهِبيَّ لَدَى مَكَرٍّ ... إِذا مَا جَادَه النَّزْفُ استدارَا والجُوَاد : النُّعَاس . وجادَه الهَوَى : شاقَهُ والنُّعَاسُ : غَلَبَه فهو مَجودٌ كأَنَّ النَّومَ جادَه أَي مَطَرَه . والمَجُودُ : الذي يُجهَد من النُّعَاس وغيرِه عن اللِّحْيَانيّ وبه فُسِّر قول لَبِيد : .
ومَجُودٍ من صُبَابَاتِ الكَرَى ... عَاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ وقيل : معنَى مَجُود أَي شَيِّق . وقال الأَصمعيّ : معناه صُبّ عليه من جَوْدِ المَطَر وهو الكَثِير منه . وجَاوَدَ فلانٌ فُلاناً فَجَادَه إِذا غَلَبَهُ بالجُودِ كما يقال : ماجَده من المجد . ومن المَجاز : إِنِّي لأُجَادُ إِليْكَ أَي إِلى لِقائك أَي أَشْتَاقُ وأُسَاقُ كأَنّ هَواه جادَه الشّوْقُ أَي مَطَره . وإِنه ليُجاد إِلى كلّ شيءٍ يَهُوله . والجُودُ بالضّمّ : الجُوعُ كالجُوسِ لغة هُذليّة يقال جُوداً له وجُوساً له . قال أَبو خِراش الهُذليّ يرثي زُهَير بن العَجْوَة : .
تَكَادُ يَدَاه تُسْلِمَانِ إِزارَه ... من الجُودِ لمَّا استقبلَتْه الشَّمائلُ