وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

" الرُّوحُ بالضّمّ " النّفْسُ . وفي التّهذيب : قال أَبو بكرٍ بنُ الأَنبارِيّ : الرُّوح والنَّفْسُ واحدٌ غير أَن الرُّوح مذكَّر والنَّفْس مُؤنَّثة عند العرب . وفي التنزيل : " وَيَسْأَلُونكَ عنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي " وتأْوِيل الرُّوح أَنه " ما بِه حَياةٌ الأَنْفُسِ " . والأَكثرُ على عدم التعرّض لها لأَنّها معروفَةٌ ضرورَةً . ومَنَعَ أَكثرُ الأُصوليّين الخَوْضَ فيها لأَن الله أَمْسَكَ عنها فنُمْسِك ؛ كما قاله السُّبْكيّ وغيرُه . وروَى الأَزهريّ بسَنَده عن ابن عبّاس في قوله : " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ " إِنّ الرُّوح قد نزل القرآن بمنازلَ ولكن قُولوا كما قال الله تعالى : " قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً " وقال الفرَّاءُ : الرُّوحُ : هو الّذِي يعيش به الإِنسانُ لم يُخبِر اللهُ تعالى به أَحداً من خلْقه ولم يُعْط علْمَه العبادَ . قال : وسَمعت أَبا الهيثم يقول : الرُّوح إِنّما هو النَّفَس الّذي يَتنفَّسُه الإِنسانُ وهو جارٍ في جميع الجَسدِ فإِذا خَرجَ لم يتنفَّسْ بعْدَ خُروجه فإِذا تَمَّ خُرُوجُه بقِي بَصَرُه شاخِصاً نَحْوَه حتَّى يُغَمَّضَ وهو بالفارِسِيّة " جان " يُذكَّر " ويُؤَنَّث " . قال شيخنا : كلام الجوهريّ يدلّ على أَنّهما على حدٍّ سَوَاءٍ . وكلامُ المصنِّف يُوهِم أَن التَّذْكير أَكْثر . قلت : وهو كذلك . ونقل الأَزهريّ عن ابن الأَعرابيّ قال : يُقال : خَرَجَ رُوحُه والرُّوح مُذكَّر . وفي الرَّوْض للسُّهَيْليّ : إِنما أُنِّثَ لأَنّه في معنَى النَّفْس وهي لُغَة معروفَةٌ . يقال إِنّ ذا الرُّمّة أَمَرَ عند مَوْته أَن يُكْتَب على قبره : .
يا نازعَ الرُّوحِ من جِسْمي إِذا قُبِضَتْ ... وفارجَ الكَرْبِ أَنْقِذْني منَ النَّارِ وكان ذلك مكتوباً على قَبْرِه ؛ قاله شيخُنَا . من المجاز في الحديث : " تَحَابُّوا بذِكْرِ اللهِ ورُوحِه " . أَراد ما يَحْيَا به الخلْقُ ويَهْتَدون فيكون حياة لهم وهو " القُرآن . و " قال الزَّجاج : جاءَ في التفسير أَن الرُّوح : " الوَحْيُ " ويُسمَّى القُرْآنُ رُوحاً . وقال ابن الأَعرابيّ : الرُّوحُ : القرآنُ والرَّوحُ : النَّفْسُ . قال أَبو العبّاس : وقوله عزّ وجلّ : " يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبادِهِ " و " يُنَزِّلُ الْمَلاَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ " قال أَبو العبّاس : هذا كله معناه الوحْي سُمِّيَ رُوحاً لأَنّه حياةٌ من موتِ الكُفْرِ فصار بحياتِه للناسِ كالرُّوح الّذي يَحْيَا به جَسَدُ الإِنسانِ . قال ابن الأَثير : وقد تكرّرَ ذِكْرُ الرُّوحِ في القرآن والحديث ووَرَدتْ فيه على مَعانٍ والغالِبُ منها أن المُراد بالرُّوح الّذي يقوم به الجسَدُ وتكون به الحياةُ وقد أُطْلِق على القُرْآن والوَحْيِ وعلى " جِبْرِيل " في قوله " الرُّوحُ الأَمِينُ " وهو المراد ب " رُوح القُدُس " . وهكذا رواه الأَزهريّ عن ثعلب . الرُّوح : " عِيسى عليهما السلامُ . و " الرُّوحُ : " النَّفْخُ " سُمِّيَ رُوحاً لأَنه رِيحٌ يَخْرُجُ من الرُّوح . ومنه قولُ ذي الرُّمَّة في نارٍ اقْتَدَحها وأَمَرَ صاحبَه بالنَّفْخ فيها فقال : .
فقلتُ له ارْفَعْها إِليك وأَحْيِها ... برُوحِك واجْعَلْه لها قِيتةً قَدْرَا