تنزه عن الزمان والمكان وسبق وجوده وجود الأكوان خالق الخلق وما يعملون الذي لا يسأل عن شيء وهم يسألون الحي العليم المدبر القدير ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) أرسل الرسل رحمة لتدعو الناس إلى النجاة من الشقاء وتوجه الحجة في مصيرهم إلى دار البقاء مؤيدة بالمعجزات التي لا تتصف أنوارها بالاختفاء ولا يجوز على تواترها دعوى الانتفاء ثم ختم ديوانهم بنبي ملتنا المرعية الهمل الشاهدة على الملل فتلخصت الطاعة وتعينت الإمرة المطاعة ولم يبق بعده إلا ارتقاب الساعة ثم إن الله تعالى قبضه إذ كان بشرا وترك دينه يضم من الأمة نشرا فمن تبعه لحق به ومن تركه تورط عنه في منتشبه وكانت نجاته على قدر سببه روي عنه E أنه قال تركت فيكم ما إن تمسكتم به لم تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي فعضوا عليهما بالنواجذ .
فاعملوا يا بني بوصية من ناصح جاهد ومشفق شفقة والد واستشعروا حبه الذي توفرت دواعيه وعوا مراشد هديه فيا فوز واعيه وصلوا السبب بسببه وآمنوا بكل ما جاء به مجملا أو مفصلا على حسبه وأوجبوا التجلة لصحبه الذين اختارهم الله تعالى لصحبته واجعلوا محبتكم إياهم من توابع محبته واشملوهم بالتوقير وفضلوا منهم أولي الفضل الشهير وتبرأوا من العصبية التي لم يدعكم إليها داع ولا تع التشاجر بينهم أذن واع فهو عنوان