الذلة فأرسلها مثلا فلم يزل يطلب غرة بني مازن حتى سمع بأهل بيت منهم لهم عدد وثروة في غار فانطلق إلى خال له من أشجع يكنى أبا جشر فقال له إني دللت على غنيمة مع رجل ليس غيره فانطلق معه حتى أقحمه الغار فقال القوم إنه لبطل لإقدامه وهو واحد على جماعة فقال أبو جشر مكره أخوك لا بطل فأرسلها مثلا فقتل أهل ذلك البيت هو وخاله وفي ذلك يقول المتلمس .
( ومن حذر الأوتار ما حز أنفه ... قصير ورام الموت بالسيف بيهس ) .
وانصرف وهو يقول .
( كيف رأيتم طلبي وصبري ... شفيت يا مازن حر صدري ) .
( أدركت ثأري ونفضت وترى ... كلا زعمتم أنني لا أفرى ) .
( إذا شالت الحرب غريم أمري ... السيف عزى والإله ظهري ) .
وقال في أبيات أخر .
( الصبر أبقى في الإساء وأودع ... ما كل من حدثته مستمع ) .
( ما كل من يرجو الإياب يرجع ... والقدر المجلوب ليس يدفع ) .
( سيذكر التفريط من يضيع ... لا تشبع النفس إذا لا تقنع ) .
( لا يشبه النافع من لا ينفع ... غيري لسري إن أضعت أضيع ) .
( كل تراه في هواه يقطع ... بينا ترى الحي معا تصدعوا )