وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأهلُ الكوفة .
أخبرنا محمد بن يحيى : أخبرنا محمد بن يزيد قال : كان خلف أخذ النحو عن عيسى بن عمر وأخذ اللغة عن أبي عمرو ولم يُرَ أحد قط أعلم بالشعر والشعراء منه وكان يُضرب به المثل في عمل الشعر وكان يعمل على ألسنة الناس فيُشَبّه كلَّ شعر يقوله بشعر الذي يضعه عليه ثم نَسَك فكان يختم القرآن في كل يوم وليلة وبذل له بعض الملوك مالاً عظيماً خطيراً على أن يتكلم في بيت شعر شكراً فيه فأبى ذلك قرأ أهل الكوفة أشعارَهم وكانوا يقصدونه لما مات حَمَّاد الراوية لأنه كان قد أكثر الأخذ عنه وبلغ مبلغاً لم يقاربه حماد فلما تَنَسَّك خرج إلى أهل الكوفة فعرّفهم الأشعار التي قد أدخلها في أشعار الناس فقالوا له : أنت كنت عندنا في ذلك الوقت أوثقَ منك الساعة فبقي ذلك في دواوينهم إلى اليوم .
أخبرنا جعفر بن محمد أخبرنا علي بن سهيل أخبر أبو عثمان الأشْنانْدَاني أخبرنا التوّزيّ قال خرجتُ إلى بغداد فحضرت حَلْقة الفرّاء فلما أنس بي قال .
ما فعل أبو زيد قلت : مُلاَزمٌ لبيته ومسجده وقد أسنّ فقال : ذاك أعلم الناس باللغة وأحفظُهم لها ما فعل أبو عبيدة قلت : ملازم لبيته ومسجده على سْوء خلُقه فقال : أما إنه أكملُ القوم وأعلمهُم بالشعر وأتقنهم للغة وأحضرهم حفظاً ما فعل الأخفش يعني سَعيد بن مَسعدة قلت : مُعافى تركته عازماً على الخروج إلى الرَّي قال : أما إنه إن كان خرج فقد خرج معه النحو كله والعلمُ بأصوله وفروعه .
قال أبو الطيب ولم يَرَ الناس أحضرَ جواباً وأتقن لما يحفَظ من الأصمعي ولا أصدقَ لهجة وكان شديد التألُّه فكان لا يفسر شيئاً من القرآن ولا شيئاً من اللغة له نظير واشتقاق في القرآن وكذلك الحديث تحرُّجاً وكان لا يفسر شعراً فيه هجاء ولم يرفع من الأحاديث إلاّ الأحاديث اليسيرة وكان صدوقاً في كل شيء من أهل السُّنة فأما ما يحكي العوام وسُقَّاط الناس من نوادر الأعراب ويقولون : هذا مما اختلقه الأصمعي ويحكون أن رجلاً رأى عبد الرحمن ابن أخيه فقال : ما فعل عمك فقال : قاعد في الشمس يكذب على الأعراب فهذا باطل وكيف يقول ذلك عبد الرحمن ولولا عمُّه لم يكن شيئاً مذكوراً وكيف يكذب عمه وهو لا يَرْوي إلاّ عنه ! وأنّى يكون الأصمعي كذلك وهو لا يفتي إلاّ فيما أجمع عليه العلماء ويقف عما ينفردون عنه ولا يجيز إلاّ أفصح اللغات ويلحّ في دفع ما سواه !