الإكرام والتعظيم إلا بما ليس فيه من حروف الإيلام والضّربلمنافاتهما لهما لضاق الأمرُ جداًولاحْتاجوا إلى ألوف حروفٍ لا يجدونها بل فرّقوا بين مُعْتق ومُعْتَق بحركةٍ واحدة حصل بها تمييزٌ بين ضدّين .
هذا وما فعلوهُ أخْصر وأنسب وأخفّولسنا نقولُ : إن اللغةَ أيضاً اصطلاحيةٌبل المرادُ بيان أنها وقعت بالحكمة كيف فرضتففي اعتبار المادة دون هيئة التركيب من فساد اللغة ما بيّنت لكولا يُنْكَر مع ذلك أن يكونَ بين التراكيب المتّحدة المادّة معنى مشترَكٌ بينها هو جنسٌ لأنواع موضوعاتهاولكن التحيُّل على ذلك في جميع موادّ التركيبات كطلبٍ لعنقْاء مُغرب ولم تُحْمل الأوضاعُ البشرّية إلا على فهوم قريبة غير غامضة على البديهةفلذلك إن الاشتقاقات البعيدة جداً لا يقبلُها المحققون .
واختلفوا في الاشتقاق الأصغرفقال سيبويه والخليل وأبو عمرو وأبو الخطاب وعيسى بن عمروالأصمعي وأبو زيد وابن الأعرابي والشيباني وطائفة : بعضُ الكَلم مشتقٌّ وبعضُه غيرُ مشتقّ .
وقالت طائفة من المتأخرين اللغويين : كلُّ الكَلم مشتقٌّونُسب ذلك إلى سيبويه والزّجاج .
وقالت طائفة من النظار : الكلم كلُّه أصلٌ والقول الأوسط تخليط لا يعدُّ قولاًلأنه لو كان كل منها فرعاً للآخر لدار أو تسلسل وكلاهما محالبل يلزم الدَّور عيناًلأنه يثبت لكلّ منها أنه فرْع وبعضُ ما هو فرعٌ لا بدَّ أنه أصلضرورة أن المشتقَّ كلَّه راجع إليه أيضاً .
لا يقال : هو أصلٌ وفرع بوجهينلأن الشرط اتحادُ المعنى والمادة وهيئة التركيبمع أن كلاًّ منها مفرَّع عن الآخر بذلك المعنى .
ثم التغييرات بين الأصل المشتقّ منه والفرع المشتق خمسة عشر : .
الأول - زيادة حركة كعلم وعلم .
الثاني - زيادة مادة كطالب وطلب .
الثالث - زيادتهما كضارب وضرب .
الرابع - نقصان حركة كالفرس من الفرس .
الخامس - نقصان مادة كثبت وثبات .
السادس - نقصانهما كنَزَا ونزوان .
السابع - نقصان حركة وزيادة مادة كغضبى وغضب .
الثامن : - نقص مادة وزيادة حركة كحرم وحرمان