( وإذا غدا يوماً ليركب مَركَباً ... صَعْباً قعدْتُ له على سِيسائِه ) .
فلما كان الليل حدا به الحادي بهذه الأبيات فقال هذا والله أحث على المروءة وأشبه بأهل الأدب من غناء بصبص .
قال فحدا به ليلة فلما أصبح قال يا ربيع أعطِه درهماً .
فقال له يا أمير المؤمنين حدوت بهشام بن عبد الملك فأمر لي بعشرين ألف درهم وتأمر أنت بدرهم قال إنّا لله ذكرت ما لم نحب أن تذكره ووصفت أنّ رجلاً ظالماً أخذ مال الله من غير حله وأنفقه في غير حقه .
يا ربيع اشدد يديك به حتى يرد المال .
فبكى الحادي وقال يا أمير المؤمنين قد مضت لهذا السنون وقضيت به الديون وتمزقته النفقات ولا والذي أكرمك بالخلافة ما بقي عندي منه شيء .
فلم يزل أهله وخاصته يسألونه حتى كف عنه وشرط عليه أن يحدو به ذاهباً وراجعاً ولا يأخذ منه شيئاً .
أخبرني إسماعيل بن يونس الشيعي قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني القاسم بن زيد المديني قال اجتمع ذات يوم عند بصبص جارية ابن نفيس عبد الله بن مصعب الزبيري ومحمد بن عيسى الجعفري في أشراف من أهل المدينة فتذاكروا مزبداً المديني صاحب النوادر وبخله فقالت بصبص أنا آخذ لكم منه درهماً .
فقال لها مولاها أنت حرة لئن فعلت إن لم أشتر لك مخنقة بمائة ألف دينار وإن لم أشتر لك ثوب وشي بما شئت وأجعل لك مجلساً بالعقيق أنحر لك فيه بدنة لم تقتب ولم تركب .
فقالت جئ به وارفع عني الغيرة .
فقال أنت حرة أن لو رفع برجليك لأعنته على ذلك .
فقال عبد الله بن