( ثم تَغَنَّى لي بأهزاجِه ... زيدٌ أخو الأنصار أو أشعَبُ ) .
( حسِبْتُ أنِّي مالكٌ جالسٌ ... حَفَّتْ به الأملاك والموكِبُ ) .
( فلا أُباِلي وإلهِ الوَرَى ... أشرَّقَ العالَمُ أم غَرَّبوا ) .
الغناء لزيد الأنصاري هزج مطلق في مجرى الوسطى عن الهشامي وغيره وذكر غيره أنه لأشعب .
فقال أبو جعفر العالم لا يبالون كيف أصبحت وكيف أمسيت .
ثم قال أبو جعفر ولكن الذي يعجبني أن يحدو بي الحادي الليلة بشعر طريف العنبري فهو آلف في سمعي من غناء بصبص وأحرى أن يختاره أهل العقل .
قال فدعا فلاناً الحادي قد ذكره وسقط اسمه وكان إذا حدا وضعت الإبل رؤوسها لصوته وانقادت انقياداً عجيباً فسأله المنصور ما بلغ من حسن حدائه قال تعطش الإبل ثلاثاً أو قال خمساً وتدنى من الماء ثم أحدو فتتبع كلها صوتي ولا تقرب الماء .
فحفظ الشعر وكان - كامل - .
( إنِّي وإن كان ابن عمِّي كاشحاً ... لَمُزاحِمٌ مِن دُونِه وورائِهِ ) .
( ومُمِدُّهُ نَصْرِي وإنْ كان امرأً ... متزحزِحاً في أرضِه وسمائِهِ ) .
( وأكونُ مأوى سِرّه وأصونُه ... حتَّى يَحِقَّ عليّ يومُ أدائه ) .
( وإذَا أتَى من غَيبِهِ بطَريفةٍ ... لم أطَّلِعْ ماذا وراءَ خِبائه ) .
( وإذا تحيَّفَتِ الحوادثُ مالَه ... قُرِنَتْ صحيحتُنا إلى جَرْبائه ) .
( وإذا ترَيَّشَ في غِناه وفَرْتُه ... وإذا تَصعلَكَ كنْتُ من قرنائهِ )