وشرابا وعرفتها أن الذي معي حماد فضحكت ثم أخذت صاحبتي في الغناء وقد علمت بموضعه وعرفته فكان أول صوت غنت .
( أمَا باللَّه تستحْيِيْنَ ... من خُلَّة حَمّادِ ) .
فقال لها يا زانية وأقبل علي فقال لي وأنت يا زاني يا ابن الزانية وشاتمته صاحبتي ساعة ثم قامت فدخلت وجعل يتغيظ علي فقلت أنت ترى أني أمرتها أن تغني بما غنت قال أرى ذلك وأظنه ظنا لا والله ولكني أتيقنه فحلفت له بالطلاق على بطلان ظنه فقالت وكيف هذا فقلت أراد أن يفسد هذا المجلس من أفسد ذلك المجلس فقالت قد والله فعل وانصرفنا .
أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدثني هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات قال حدثني حماد بن إسحاق عن أبيه عن رجل من أصحابه قال .
قال يحيى بن زياد الحارثي لمطيع بن إياس انطلق بنا إلى فلانة صديقتي فإن بيني وبينها مغاضبة لتصلح بيننا وبئس المصلح أنت فدخلا إليها فأقبلا يتعاتبان ومطيع ساكت حتى إذا أكثر قال يحيى لمطيع ما يسكتك أسكت الله نأمتك فقال لها مطيع .
( أنتِ مُعتَلَّة عليه ومازال ... مُهِيناً لنفسه في رضاكِ ) - خفيف - .
فأعجب يحيى ما سمع وهش له مطيع .
( فدَعِيه وواصلي ابنَ إياسٍ ... جُعِلتْ نفسيَ الغداةَ فِداكِ ) .
فقام يحيى إليه بوسادة في البيت فما زال يجلد بها رأسه ويقول ألهذا جئت بك يا ابن الزانية ومطيع يغوث حتى مل يحيى والجارية تضحك