وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

و ( يرضيني ) و ( يدعوني ) و ( يغزوني ) ألا ترى أنك إذا جعلت الياء هي الروىّ فقد زالت الياء أن تكون رِدْفا لبعدها عن الروىّ . نعم وكذلك لمّا كانت النون رِوَيّاً كانت الياء غير لازمة . وإن أنت جعلت الياء الروىَّ فقد التزم فيه خمسة أحرف غير لازمة وهي الراء والنون والدال والياء والنون لأن الواو يجوز معها ألا ترى أنه يجوز معها في القولين جميعا يغزونى ويدعونى .
ومما يسأل عنه من هذا النحو قول الثقفىّ يزيد بن الحَكَم : .
( وكم منزلٍ لولاى طحتَ كما هَوَى بها ... بأجرامه من قُلّة النِيق مُنْهَوِ ) .
التزم الواو والياء فيها كلِهّا .
والجواب أنها واويَّة لأمرين : أحدهما أنك إذا جعلتها واويَّة كانت مطلقة ولو جعلتها يائية كانت مقيَّدة والشعر المطلَق أضعاف المقيدَّ والحمل إنما يجب أن يكون على الأكثر لا على الأقلّ .
والآخر أنه قد التزم الواو فإن جعلت القصيدة واوية فقد التزم واجبا وإن جعلتها يائية فقد التزم غير واجب واعتبرنا هذه اللغة وأحكامها ومقاييسَها فإذا الملتزم أكثره واجب ( وأقلّه غير واجب ) والحمل على الأكثر دون الأقلّ .
فإن قلت : فإن هذه القِلّة أفخر من الكثرة ألا ترى أنها دالَّة على قوّة الشاعر . وإذا كانت أنبه وأشرف كان الأخذ يجب أن يكون بها ولم يحسن العدول عنها مع القدرة عليها . وكما أن الحمل على الأكثر فكذلك يجب أن يكون الحمل على الأقوى أولى من الحمل على الأدنى