وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قيل : إنّ العرب لمَّا قوِى في أنفسها أمرُ المفعول حتى كادَ يلحق عندها برتبة الفاعل وحتى قال سيبويه فيهما : وإن كانا جميعا يُهمَّانهم ويَعنيانهم خصّوا المفعول إذا أسند الفعل إليه بضربين من الصنعة : أحدهما تغيير صورة المثال مسندا إلى المفعول عن صورته مسندا إلى الفاعل والعِدّة واحدة وذلك نحو ضَرَب زيد وضُرب وَقَتل وقُتِل وأَكرم وأُكرم ودحرج ودُحِرج . والآخر أنهم لم يرضَوا ولم يقنعوا بهذا القَدْر من التغيير حتى تجاوزوه إلى أن غيروا عدّة الحروف مع ضمّ أوّله كما غيَّروا في الأوّل الصورة والصيغة وحدها . وذلك نحو قولهم : أحببته وحُبّ وأزكمه الله وزُكم وأضأده الله وضُئد وأملاه الله وملئ .
قال أبو عليّ : فهذا يدلّك على تمكّن المفعول عندهم وتقدّم حاله في أنفسهم إذ أفردوه بأن صاغوا الفعل له صيغة مخالِفة لصيغته وهو للفاعل .
وهذا ضرب من تدريج اللغة عندهم الذي قدّمت بابه ألا ترى أنهم لمّا غيّروا الصيغة والعِدّةُ واحدة في نحو ضَرَب وضُرب و ( شَتم وشُتِم ) تدَّرجوا من ذلك إلى أن غيّروا الصيغة مع نقصان العدّة نحو أزكمه الله وزُكم وآرضه الله وأرِض