وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومنه قول العرب : أعطيتك إذ سألتني وزدتك إذ شكرتني . ف إذْ معمولة العطيّة والزيادة وإذا عمل الفعل في ظرف زمانيّا كان أو مكانيا فإنه لا بدّ أن يكون واقعا فيه وليست العطيّة واقعة في وقت المسئلة وإنما هي عَقيبه لأن المسئلة سبب العطيَّة والسبب جارٍ مَجْرَى العلّة فيجب أن يتقدم المعلولَ والمسّبب لكنه لمّا كانت العطيّة مسبَّبة عن المسئلة وواقعة على أثرها وتقارب وقتاهما صارا لذلك كأنهما في وقت واحد . فهذا تجاوُر في الزمان كما أن ذاك تجاور في الإعراب .
ومنه قول الله تعالى ( ولَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إذْ ظَلَمْتُمْ أنَّكُمْ في العَذَابِ مُشْتَركونَ ) . طاولت أبا علي C تعالى في هذا وراجعته فيه عَوْدا على بَدْء فكان أكثر ما بَرد منه في اليد أنه لمّا كانت الدار الآخرة تلى الدار الدنيا لا فاصل بينهما إنما هي هذه فهذه صار ما يقع في الآخرة كأنه واقع في الدنيا فلذلك أجرى اليوم وهو الآخرة مجرى وقت الظلم وهو قوله ( إذ ظلمتم ) ووقت الظلم إنّما كان في الدنيا . فإن لم تفعل هذا وترتكبه بقى إذ ظلمتم غير متعلّق بشيء فيصير ما قاله أبو علي إلى أنه كأنه أبدل ( إذ ظلمتم ) من اليوم أو كرّره عليه وهو كأنه هو .
فإن قلت : لم لا تكون إذْ محمولة على فعلٍ آخر حتى كأنه قال : ولن ينفعكم اليوم أنكم في العذاب مشتركون ( أذكروا ) إذ ظلمتم أو نحو ذلك