وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فنحن قائمون بين يديه طوع مراسيمه فما أمر به امتثلناه وما نهانا عنه اجتنبناه وأنا أعلم أنه لا حق للرجل عندي ومع هذا أشهدكم اني قد ملكته ذلك الذي ادعى به ووهبته له قال ابن الأثير وهو أول من ابتنى دارا للعدل وكان يجلس فيها في الأسبوع مرتين وقيل أربع مرات وقيل خمس ويحضر القاضي والفقهاء من سائر المذاهب ولا يحجبه يومئذ حاجب ولا غيره بل يصل إليه القوي والضعيف فكان يكلم الناس ويستفهمهم ويخاطبهم بنفسه فيكشف المظالم وينصف المظلوم من الظالم وكان سبب ذلك أن أسد الدين شيركوه بن شادي كان قد عظم شأنه عند نور الدين حتى صار كانه شريكه في المملكة واقتنى الأملاك والأموال والمزارع والقرى وكان ربما ظلم نوابه جيرانه في الأراضي والأملاك العدل وكان القاضي كمال الدين ينصف كل من استعداه على جميع الأمراء إلا أسد الدين هذا فما كان يهجم عليه فلما ابتنى نور الدين دار العدل تقدم أسد إلى نوابه أن لا يدعوا لأحد عنده ظلامة وإن كانت عظيمة فإن زوال ماله عنده أحب إليه من أن يراه نور الدين بعين ظالم أو يوقفه مع خصم من العامة ففعلوا ذلك فلما جلس نور الدين بدار العدل مدة متطاولة ولم يرد أحدا يستعدي على أسد الدين سأل القاضي عن ذلك فأعلمه بصورة الحال فسجد نور الدين شكرا لله وقال الحمد لله الذي أصحابنا ينصفون من أنفسهم وأما شجاعته فيقال إنه لم ير على ظهر فرس قط أشجع ولا أثبت منه وكان حسن اللعب بالكرة وكان ربما ضربها ثم يسوق وراءها ويأخذها من الهوى بيده ثم يرميها إلى آخر الميدان ولم ير جوكانة يعلو على رأسه ولا يرى الجوكان في يده لأن الكم سائر لها ولكنه استهانة بلعب الكرة وكان شجاعا صبورا في الحرب يضرب المثل به في ذلك وكان يقول قد تعرض للشهادة غير مرة فلم يتفق لي ذلك ولو كان في خير ولي عند الله قيمة لرزقنيها والأعمال بالنية وقال له يوما قطب الدين النيسابوري بالله يا مولانا السلطان لا تخاطر بنفسك فإنك لو قتلت قتل جميع من معك وأخذت البلاد وفسد حال المسلمين فقال له اسكت يا قطب الدين فإن قولك إساءة أدب على الله ومن هو محمود من كان يحفظ الدين والبلاد قبلي غير الذي لا إله إلا هو ومن هو محمود قال فبكى من كان حاضرا C وقد أسر بنفسه في بعض الغزوات بعض ملوك الإفرنج فاستشار الأمراء فيه هل يقتله أو يأخذ ما يبذل له من المال كان قد بذل له في فداء نفسه مالا كثيرا فاختلفوا عليه ثم حسن في رأيه إطلاقه وأخذ الفداء منه فبعث إلى بلده من خلاصته من يأتيه بما افتدى به نفسه فجاء به سريعا فأطلقه نور الدين فحين وصل إلى بلاده مات ذلك الملك ببلده فأعجب ذلك نور الدين وأصحابه وبنى من ذلك المال المارستان الذي بدمشق وليس له في البلاد نظير ومن شرطه أنه على الفقراء والمساكين