وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فقال إنا لله وما أصنع به هلكنا والله إن لم نلقن الحجة من عند الله مع هذا الرجل وينصرف عنا وهو ماقت لنا ثم سأل خادمه هل عندك طعام قال نعم قال فأت به فضعه بين أيدينا قال هو شيء من ثمر الشجر وهو شيء من بقل وزيتون قال فأت به فأتى به ثم أمر بجماعته فاجتمعوا حول ذلك الطعام فقال إذا دخل عليكم هذا الرجل فلا يلتفت أحد منكم إليه ولا يقم له أحد وأقبلوا على الأكل العنيف ولا يرفع أحد منكم رأسه لعل الله أن يصرفه عنا وهو كاره لنا فأتى أخاف الفتنة والشهرة وامتلاء القلب منهما فلا تخلص إلا بنار حهنم قال فبكى القوم وبكى ذلك الرجل العالم فلما اقترب الملك من جبلهم الذي هم فيه ترجل الملك ومن معه من أعيان دولته وصعد في الجبل فلما وصل إلى قرب مكانهم أخذوا في الأكل العنيف فدخل عليهم الملك وهم يأكلون فلم يرفعوا رؤسهم إليه وجعل ذلك العالم الفاضل يلف البقل مع الزيتون مع الكسرة الكبيرة من الخبز ويدخلها في فمه فسلم عليهم الملك وقال أيكم العابد فأشاروا إليه فقال له الملك كيف أنت أيها الرجل فقال له كالناس وهو يأكل ذلك الأكل العنيف فقال الملك ليس عند هذا خير ثم أدبر الملك خارجا عنه وقال ما عند هذا من علم فلما نزل الملك من الجبل نظر إليه العابد من كوة وقال أيها الملك الحمد لله الذي صرفك عني وأنت لي كاره أو قال الحمد لله الذي صرفك عني بما صرفك به وفي روابة ذكر ابن المبارك أنه قال الحمد لله الذي صرفه عني وهو لي لائم .
وفي رواية أن هذا العابد كان ملكا وكان قد زهد في الدنيا وتركها لأنهكان قد دخل عيه رجل من بقايا أهل الجنة والعمل الصالح فوعظه فاتعد معه أن يصحبه وأنه يخرج عن الملك طلبا لما عنده في الدار الآخرة وأنه وافقه جماعة من بنيه وأهله ورؤس دولته فخرجوا برمتهم لا يدري أحد أين ذهبوا وكان هذا الملك من أهل العدل والخير والخوف من الله D وكان متسع الملك والمملكة كثير الأموال والرجال فساروا حتى أتوا جبلا في أطراف مملكته كثير الشجر والمياه فأقاموا به حينا فقال الملك إن نحن طال أمرنا ومقامنا في هذا الجبل سمع بنا الناس من أهل مملكتنا فلا يدعونا وإني أرى أن نذهب إلى غير مملكتنا فننزل مكانا بعيدا عن الناس لعل أن نسلم منهم ويسلموا منا فساروا من ذلك الجبل طالبين بلادا لا يعرفون فوجدوا بها جبلا نائيا عن الناس كثير الأشجار والمياه قليل الطوارق وإذا في ذروته عين ماء جارية وارض متسعة تزرع لمن أراد الزرع بها فنزلوا به وبنوا به أماكن للعبادة والسكنى وزرعوا لهم على ماء تلك العين بعض بقول يأتدمون بها وأشجار زيتون وجعلوا يزرعون بأيديهم ويأكلون ثم شاع أمرهم في بعض تلك البلاد القريبة من جبلهم فجعلوا يأتونهم ويزورونهم إلى أن شاع