@ 14 @ ( ^ لتنبئهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون ( 15 ) وجاءوا أباهم عشاء يبكون ( 16 ) قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا ) * * * * يديه ثم ألقوه . وفي بعض الروايات : ( أنهم ) جعلوه في دلو وأرسلوه في البئر ، فلما بلغ الماء فإذا صخرة فقام عليها . وروي أنهم قالوا له : اقعد في ذلك الطاق من البئر ، فإذا جاء من يستقي فتعلق بالدلو حتى تخرج . .
قال محمد بن مسلم الطائفي : لما صار يوسف في البئر دعا الله تعالى فقال : يا شاهدا غير غائب ، ويا غالبا غير مغلوب ، ويا قريبا غير بعيد ، اجعل لي مما أنا فيه فرجا ومخرجا . .
ثم اختلفت الرواية أنه كم بات في البئر ؟ فالأكثرون : أنه بات فيها ثلاث ليالي والقول الآخر : أنه بات فيها ليلة . .
وقوله تعالى : ( ^ وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا ) [ قول ] أكثر أهل التفسير على أن هذا الوحي إلى يوسف ، وبعث الله جبريل يؤنسه ويبشره بالخروج ويخبره : أنه ينبئهم بما فعلوا ويجازيهم عليه وهم لا يعرفون أنه يوسف ، وسيأتي بعد هذه القصة . وقيل : ( ^ وهم لا يشعرون ) أنه أوحى إليه . .
وفي الآية قول آخر : وهو أن الوحي هاهنا هو الإلهام ؛ وهو مثل قوله تعالى : ( ^ وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ) وأما إتيان جبريل كان بعد هذا . .
قوله تعالى : ( ^ وجاءوا أباهم عشاء يبكون ) قال أهل المعاني : جاءوا في ظلمة العشاء ليكونوا أجرأ على الاعتذار بالكذب ؛ فروي أن يعقوب سمع صياحهم وعويلهم فخرج وقال : ما لكم ؟ هل أصاب الذئب من غنمكم شيئا ؟ قالوا : لا ؛ وإنما الذئب أكل يوسف . وقرأ الحسن : ' غشاء يبكون ' ، ومعناه : قد غشيت أبصارهم من البكاء . .
وقوله : ( ^ قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق ) أي : ننتضل وننظر لمن السبق . وقيل :