@ 466 @ ( ^ واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ( 115 ) ) * * * * - أنه كان قاعدا في ظل شجرة فأخذ منها غصنا يابسا وهزه فتحات عنه الورق ، ثم قال : هل تدرون لم فعلت هذا ؟ قالوا : لا . فقال : من تطهر وصلى الصلوات الخمس تحاتت عنه الذنوب كما تحات هذا الورق من هذا الغصن . وعن أبي اليسر - رجل من الأنصار - ' أن امرأة أتت إليه تطلب تمرا تشتريه ، فقال : في الدكان تمر أجود مما ترينه ، قال : فدخلت الدكان فقبلها والتزمها ، وأصاب منها ما يصيب الرجل من امرأته إلا أنه لم يجامعها ، ثم جاء إلى النبي - عليه السلام - وذكر له ذلك ، وقال : افعل بي ما شئت ، فسكت النبي ساعة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية : ( ^ وأقم الصلاة طرفي النهار ) إلى أن قال : ( ^ إن الحسنات يذهبن السيئات ) . .
وروي عن معاذ أنه قال : يا رسول الله ، أوصني ، فقال : ' اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن ' . .
فهذه الأخبار كلها دالة على معنى الآية . .
وفي بعض التفاسير : أن رجلا جلس إلى سعيد بن المسيب ، فسمعه ابن المسيب يقول : اللهم وفقني للباقيات الصالحات ، فقال له سعيد : وما الباقيات الصالحات ؟ قال : الصلوات الخمس ، فقال سعيد : لا ، إنما الباقيات الصالحات : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وإنما الصلوات الخمس هي الحسنات . .
وقوله : ( ^ ذلك ذكرى للذاكرين ) يعني : ذلك عظة للمتعظين .