وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

- الشيخان والترمذي والنسائي مرفوعا : [ [ ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه ممن سواهما ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله تعالى ومن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ] ] . وروى مسلم مرفوعا : [ [ إن الله تبارك وتعالى يقول يوم القيامة : أين المتحابون لجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ] ] . وروى الحاكم مرفوعا : [ [ من سره أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله تعالى ] ] . وفي حديث للشيخين : [ [ سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فذكر منهم : ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ] ] . أي اجتمعا على ما يرضيه وتفرقا على ما يسخطه فكان اجتماعهما بإذن وافتراقهما بإذن . وسيأتي في عهد تشييع الميت رواية الإمام أحمد مرفوعا بإسناد حسن : [ [ والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ] ] . وروى الطبراني ورواته ثقات مرفوعا : [ [ إن من الإيمان أن يحب الرجل أخاه لا يحبه لله تعالى من غير مال أعطاه فذلك الإيمان ] ] . وروى الطبراني وأبو يعلي مرفوعا : [ [ ما تحاب رجلان في الله تعالى إلا كان أحبهما إلى الله تعالى أشدهما حبا لصاحبه ] ] . وفي رواية للحاكم : إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه . وروى الطبراني بإسناد حسن مرفوعا : من أحب فهو أرفع منزلة في الجنة من المحبوب الحديث بمعناه . وروى الشيخان : أن رجلا قال : يا رسول الله كيف ترى في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم - يعني في الأعمال - ؟ فقال رسول الله A : المرء مع من أحب . وروى ابن حبان في صحيحه : [ [ لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ] ] والأحاديث في ذلك كثيرة . والله أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نحب لله ونبغض لله حتى زوجتنا [ زوجاتنا ؟ ؟ ] وأولادنا وأموالنا وأعمالنا فلا يكون لنا في شيء من ذلك علة نفسانية أبدا وهذا العهد من أعز ما يوجد فإن غالب الناس يدعي المحبة لله وهو كاذب . وقد أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام : كذب من أدعى محبتي فإذا أجنه الليل نام عني .
وسمعت مرة شخصا يقول لأخيه يا فلان محبتك لله تشبه محبتي في العبادة تنام حتى يعشعش العنكبوت على عينيك وتطلب محبة الله هذا زور وبهتان .
فيحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ يسلك به الطريق حتى يوقفه في حضرة يشهد فيها وجه نسبة الأمور للحق دون نسبتها للخلق فإن شهد ذلك المشهد يجد وجه الحق أجمل من كل جميل وأطيب رائحة من المسك فحجبه عن شهود وجه نسبة الأمور للخلق وأشهده وجه الخلق بالنسبة لوجه الحق كوجه الطاعة إذا تصورت صورة جميلة ووجه المعصية إذا تصورت صورة قبيحة فهل يصير أحد يقدم القبيح الصورة والرائحة مثلا ويؤخر الصورة الحسنة الطيبة الرائحة ؟ فهذا هو المراد بوجه الحق تعالى في كلام القوم . وإيضاح ذلك أن كل فعل مخلوق له وجهان : وجه إلى الحق يعني موافقا للشريعة ووجه إلى الخلق يعني مخالفا لها فكل ما وافق الشريعة فهو وجه الحق وهو باق أبد الآبدين وكل ما خالف الشريعة فهو وجه الخلق وهو هالك من وقت ظهوره إلى أبد الآبدين إلا من حيث المؤاخذة عليه في الآخرة وإليه الإشارة بقوله تعالى : { كل شيء هالك إلا وجهه } . أي وجه الشيء الموافق لما يحبه الله ويرضاه ويعبرون عن عجب الذنب أيضا بوجه الحق لأن منه يركب الخلق يوم البعث فلا تظن يا أخي أن المراد بوجه الحق ما يراد بوجه الإنسان والحيوان فإن ذلك محال فإن حقيقته تعالى مخالفة لسائر حقائق عباده التي هي الأرواح فضلا عن الصور الظاهرة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
فعلم أن من أحب ولده أو زوجته حب الطبع فليس هو من أهل الطريق وإنما هو مفتر كذاب وكذلك من شح على سائل بشيء طلبه . وبالجملة فمتى رجح ولده وزوجته عنده في المحبة على ولد الغير وزوجته فهي محبة طبيعية إلا أن يكون من الكمل الذين يحبون الخلق لله تعالى ويعلمون أن فيهم جزءا يحب ترجيح محبة ولده على ولد الغير فيعطون ذلك الجزء حقه فليزن مدعي الكمال نفسه بهذا الميزان فعلم أنه لولا وجود صفة صالحة في أولاد الكمل ما أحبوهم فالصفة الصالحة هي وجه الحق فما أحبوا حقيقة إلا وجه الحق .
وقد عز الأخ الذي يحب أخاه لله في هذا الزمان وصار كالكبريت الأحمر فلكل واحد لسان قدام أخيه ولسان ورواءه حتى بعض مشايخ الزوايا وإن شككت في قولي هذا فامدح له بعض أقرانه وبالغ فيه حتى أنك تكاد تطفي نوره فإنه لا بد أن يذكر لك كلاما فيه رائحة تنقيص تعريضا أو تصريحا فأين دعواه المحبة ؟ وما صحبت في عصري هذا أخا صالحا أتحقق أنه من ورائي مثل ما هو قدامي غير الشيخ الصالح زين العابدين ابن الشيخ العارف بالله تعالى الشيخ عبيد البلقيسي فسح الله في أجله لا يعرف عدو يأخذ منه كلمة في حق أصحابه كلهم لأنه يقلب كل كلام فيه رائحة نقص ويجعله يعطي الكمال وهذا عزيز جدا .
وقد ادعى شخص من مشايخ العصر أن يحبني أعز من ولده وحلف لي بالله العظيم وله نحو عشرين نصفا من الجوالي فأرسلت أمتحن دعواه وأطلب منه أن يرتب لي نصفا واحدا منها فعبس في وجه السائل ومن ذلك اليوم ما ادعى محبتي قط .
وقد أجمع أهل الطريق على أن أقل مراتب الأخوة في الله تعالى أن أخاه لو طلب منه نصف ما بيده من مال وثياب وطعام وغير ذلك لأعطاه له بانشراح صدر . وقالوا : كل من ادعى أنه أخوك فزنه بهذا الميزان فإن أوفي به فتردد إليه وإلا خف رجلك عنه فإن من لا ينفعك في الدنيا لا ينفعك في الآخرة .
وسمعت أخي أفضل الدين C يقول : لا يخلو من يطلب منك شيئا من الإخوان وتمنعه أن تكون اطلعت من طريق كشفك أن ليس هو له أو هو له فإن كان ليس هو له فأعطه له لتخرج عن وصفك بالبخل وسوف يرجع إليك لأنه لم يقسم له وإن كان هو له فأعطه له اختيارا قبل أن يصل إليه اضطرارا ولو بالغصب والسرقة .
وقد من الله علي بسهولة [ بذل ؟ ؟ ] كل ما يطلب مني من الثياب والمال والاختصاصات وغيرها فلا أمنع أحدا شيئا طلبه مني إلا بوجه شرعي إما أن يكون هناك من هو أحوج إلى ذلك الشيء منه وإما لكونه يستعين به على معاصي الله أو على أكل الشهوات المكروهة وأما شخص عدم الموانع الشرعية كلها فمعاذ الله أن نمنعه لأن تصرفنا في مال الحق تعالى كتصرف الوكيل وتعرف أننا متى منعنا من أمرنا الحق بإعطائه عزلنا من الوكالة فتتحول عنا النعم وتفر الخلائق الذين حولنا . وقد أنشدني سيدي عليا الخواص C يوما على لسان مريد من الفقراء : .
يا عم ؟ ؟ حيضان الورود ملانة ... وحوض فارغ ما عليه ورود .
فعلم أن الفاسق ينبغي بغضه في الله لفقد الصفات الصالحة التي ندبنا الحق إلى محبته لأجلها ومتى أحببنا فاسقا من حيث فسقه فقد خرجنا عن الشريعة فليتفقد من يريد يحب لله ويبغض لله نفسه قبل أن يحب بالطبع ويكره بالطبع كما هو واقع في أكثر الناس فما دام الشخص موافقا للناس على أغراضهم النفسانية فهم يحبونه ويشكرونه ولو كان فاسقا ومتى تكدروا منه قامت عليه القيامة ولو كان على عبادة الثقلين .
وسمعت شخصا يدعي محبة أخي أفضل الدين وهو يقول له : رح واستكف البلاء فقال : والله إني أحبك وأسأل الله تعالى أن يحشرني معك في الآخرة فقال له أخي وأي شيء تفعل إذا حشروني إلى النار ؟ قال أفارقك وأروح فقال ليست هذه بأخوة إنما الأخوة أن لا تدخل الجنة حتى أخلص من النار وتدخلني معك فقال لا أطيق .
وقد ادعى إنسان محبتي في طريق الحجاز وصار ملازما لي فلا يكاد يفارقني فجمعني أنا وإياه مضيق شق العجوز فزاحمت جمالي جماله فدفع جملي فوقع بحمله فمن ذلك اليوم سقط من عيني وعلمت أنه في الآخرة أقل مساعدة لي .
ودخلت مرة على سيدي الشيخ ناصر الدين اللقاني المالكي Bه زائرا ومعي بعض كعك فقال : والله ما نصحب مثلكم إلا ليأخذ بيدنا في عرصات القيامة لا غير فكانت تعجبني هذه الكلمة منه وإن كان فيها علة خفية من حيث أن المحبة لله لا يريد صاحبها ممن أحبه جزاء ولا شكورا .
وقد ظفرت في زماني كله بواحد له هذا المقام وهو سيدي عبدالقادر المغازلي الذي وقف علي وعلى ذريتي ثم بعد ذريتي على الشيخ أبي الحمائل نصف السيرجة ونصف الطاحون بخط بين السورين فإنه لما رأى الوارد علي كثيرا من غير علمي أتى بسبعمائة دينار ليشتري بهما النصفين المذكورين فلما رأى البائع عزمه سامح الآخر بالبعض فقلت للفقراء الذين عندي اجعلوا له سبعا وادعوا له فقرءوا تلك الليلة فنزل وهو ضعيف يتوكأ على عصا من بيته وقال ما مع أحد منكم إذن مني أن يقرأ لي ولا يقول اللهم ارحم عبدالقادر أبدا وخلوا بيني وبين ربي رحمة الله تعالى وإلى الآن ما وجدت أحدا على قدمه بل كل من فعل خيرا للفقراء يكاد يستعبدنا ويأخذ جميع أعمالنا الصالحة إن كان لها وجود ولا نرضيه .
وسمعت سيدي عليا الخواص C يقول : إن الله تعالى يغار من محبة عبده أحدا غيره إلا بإذنه على الكشف والشهود ومتى أحب أحدا غافلا عن هذا المشهد فينبغي له الاستغفار ألف مرة فقد أذن الشبلي مرة فوقف عند قوله أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال وعزتك وجلالك لولا أمرتني بذكر غيرك ما ذكرت سواك . ولا يخفى أن هذا كان من الشبلي حال سكره وغيبته وإلا فلو كان صاحيا لعلم أن الله تعالى أمرنا بذلك فإن المحمود إنما الغيرة لله لا على الله . وهناك أسرار يذوقها أهل الله تعالى إذا صاروا لا يشهدون إلا الله تعالى فاعلم ذلك وتدبر فيه والله يتولى هداك