وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

- روى مسلم مرفوعا : [ [ لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ] ] .
وروى ابن أبى الدنيا مرسلا : [ [ إن من الصدقة أن تسلم على الناس وأنت طليق الوجه ] ] .
وفي رواية للإمام أحمد والترمذي مرفوعا : [ [ كل معروف صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك ] ] .
وروى الترمذي مرفوعا وحسنه وابن حبان في صحيحه : [ [ تبسمك في وجه أخيك لك صدقة وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر لك صدقة ] ] الحديث .
وفي رواية لأبى داود والترمذي والنسائي وغيرهم مرفوعا : [ [ لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسطا وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك فلا تشتمه بما تعلم فيه فإن أجره لك ووباله على من قاله ] ] .
وفي رواية للنسائي مرفوعا : [ [ لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تهب وصلة الحبل ولو أن تونس الوحشان بنفسك .
وروى الشيخان مرفوعا : [ [ الكلمة الطيبة صدقة ] ] .
وروى الطبراني والحاكم مرفوعا : [ [ موجب الجنة إطعام الطعام وإفشاء السلام وحسن الكلام ] ] . والأحاديث في ذلك كثيرة . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نعود نفوسنا طيب الكلام وطلاقة الوجه لكل مسلم من عدو وصديق .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى سلوك على يد شيخ ناصح يدخل به الحضرات الإلهية فيشهده محاسن الوجود ويحجبه عن مساويه إذ المحاسن هي الأصل والمساوئ عارضة عرضت من حيث الأحكام الشرعية لا غير فإذا شهد تلك المشاهد صار يخاطب من الخلق السر القائم بها كلهم لا هم ومن كان يخاطب سر الله تعالى فكأنه يخاطب الله ومن كان هذا مشهده رزق من طيب الكلام وطلاقة الوجه ما لا يقدر قدره وجنبه الله كل كلام جاف .
وقد كان سيدي أحمد بن الرفاعي إذا لقي خنزيرا أو كلبا قال : أنعم صباحا فقيل له في ذلك ؟ فقال : أعود نفسي الكلام الطيب وكان يخبر أن ذلك كان خلق السيد عيسى عليه السلام قال : ومر الحواريون يوما على كلب ميت فقالوا : [ [ ما أشد نتن ريحه يا روح الله ] ] فقال : [ [ هلا قلتم ما أشد بياض أسنانه ] ] .
فعلم أن من لم يسلك على يد شيخ كما ذكرنا فمن لازمه غالبا الكلام الجافي للناس لا سيما أصحاب الموازين على ظاهر الشرع فإنهم يزدرون ويحتقرون كل من خالف ما فهموه ويغلظون عليه الكلام إلا إن كان له مال أو جاه كما هو مشاهد منهم حال خطابهم الأمراء والمباشرين مع علمهم بمظالمهم وشربهم الخمر وتضييع الصلوات وغير ذلك فيتلطفون بهم في حال خطابهم أشد الملاطفة بخلاف من لا مال له ولا جاه من الحشاشين وأصحاب الكتب ولو فتح الله عيون بصائر هؤلاء لتلطفوا في كلامهم لسائر المسلمين فإن ذلك أقرب إلى انقيادهم لهم وسماع وعظهم .
وسمعت سيدي عليا الخواص C يقول : [ [ من شرط الداعي إلى الله تعالى أن لا يكون عنده غلظة ولا فظاظة على الفسقة المارقين بل يجب عليه تليين الكلام والتقرب إلى خواطرهم بالإحسان إليهم حتى يميلوا إليه فإذا مالوا فلينصحهم إذ ذاك ] ] .
وقد بلغنا أن داود عليه السلام كان يغلظ القول على عصاة بني إسرائيل حتى أنه ربما يقول : [ [ اللهم لا ترحم من عصاك ] ] فلما وقع في الخطيئة التي ذكرها الله تعالى صار يقول : [ [ اللهم اغفر للخطائين حتى تغفر لداود معهم ] ] ثم أوحى الله تعالى إليه : [ [ يا داود المستقيم لا يحتاج إليك والأعرج [ لعلها والأعوج ؟ ؟ ] أغلظت عليه بالقول حتى نفر منك ونفرت منه فلماذا أرسلت ؟ ] ] فتنبه داود لذلك وصار يطوف على بني إسرائيل في بيوتهم ويكلمهم بالكلام اللين ويعظهم بالموعظة الحسنة ويجادلهم بالتي هي أحسن .
قلت : وقد أقبلت مرة من سفر الريف على خان بنات الخطأ فرأيت صاحبة حملة مهر البغايا فسلمت عليها وكلمتها بكلام لين وعرضت لها بالتوبة فتابت وجاءت بزوجها فتاب الآخر من تلك المعصية حتى ماتا .
وكلمت مرة يهوديا بكلام حلو فأسلم وحسن إسلامه ثم سافر إلى بيت المقدس فعمل خادما فيه حتى مات .
وسيأتي في عهود المنهيات أن جماعة من الفسقة مروا في زورق في الدجلة على معروف الكرخي وبين أيديهم الخمر وآلات اللهو فقالوا له : يا سيدي ادع الله تعالى عليهم فقال : ابسطوا أيديكم معي فبسطوها فقال معروف : [ [ اللهم كما فرحتهم في الدنيا ففرحهم في الآخرة ] ] فقالوا له : كيف ذلك ؟ فقال : [ [ يا أولادي إذا فرحهم في الآخرة تاب عليهم في الدنيا فطوينا لهم التوبة في الدعاء ] ] .
قال شيخنا شيخ الإسلام زكريا في شرح رسالة القشيري وهذا من معروف غاية السياسة وغاية اللطافة .
وكثيرا ما كاتبت اليهود والنصارى أصحاب المكوس والمظالم في تخفيف المظالم عن المسلمين وأقول في كتابي لهم أسأل الله للمعلم فلان أن يرضى عنه ويدخله الجنة مع الصديقين والشهداء والصالحين وأضمر له سؤال التوبة من الكفر ليصح دخوله الجنة وربما أنكر ذلك من لا علم له بطرق السياسة فإني أعلم إني لو قلت له أسأل الله للمعلم أن يتوفاه على الإسلام لنفر خاطره مني ولم يقبل شفاعتي كما ينفر المسلم من قول أحد له أسأل الله أن يميت البعيد على غير الإسلام قال تعالى { وكذلك زينا لكل أمة عملهم } .
فاعرف يا أخي طرق السياسة وعود نفسك طيب الكلام فإنه أحسن سواء كان المخاطب صالحا أو طالحا . والله عليم حكيم