ثم لو كانت النكتة في التمريض ما ادعاه هذا القائل لاستعمله البخاري في كل موطن يقتضيه ذلك وقد رأيناه في مواضع كثيرة يسند الحديث في موضع بطوله ثم يعلقه في موضع آخر مختصرا أو بالمعنى ويأتي فيه بصيغة الجزم لا التمريض ؛ فمنه قوله في باب لا يدري متى يجيء المطر إلا الله وقال أبو هريرة عن النبي A " خمس لا يعلمهن إلا الله " .
وقد أسنده بطوله في كتاب الإيمان بلفظ " في خمس " فحذف الجار واختصر بقية اللفظ .
وقال في باب إدخال البعير في المسجد للعلة " وقال ابن عباس " طاف النبي A على بعير " وأسنده في كتاب الحج في باب المريض يطوف راكبا عن ابن عباس " أن رسول الله A طاف بالبيت وهو على بعير كلما أتى الركن أشار إليه وكبر " .
وقال في باب رفع البصر إلى الأمام في الصلاة " وقالت عائشة - رضي الله تعالى عنها - قال النبي A في صلاة الكسوف " رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا حين رأيتموني تأخرت " مع أنه أسنده مطولا في باب [ إذا ] انفلتت