والإجازة وتمييز أحدهما عن الآخر بلفظ لا إشكال فيه وقال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول " الأصل التاسع والستين والمائتين " يجوز إطلاق " أخبرني " و " حدثني " في الإجازة والمكاتبة ويدل له قوله تعالى ( د / 102 ) ( من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير ) ( 1 ) وإنما صار نبأ وخبرا لوصول علم ذلك إليه فكذلك يجوز له أن يقول حدثني ؛ لأنه قد أحدث إليه الخبر سواء حدث شفاها أو بكتاب أو بمناولة قال وليس للممتنع أن يمتنع من هذا تورعا ويتفقد الألفاظ مستقصيا في تحري الصدق قوله " حدثني وأخبرني " ويزعم أنه يمتنع من ذلك حتى يحدث شفاها فيقرأ رجل قليل المعرفة باللغة يتوهم أن " أخبرني " و " حدثني " يقتضي الشفاه وليس كذلك فإن مدلول التحديث لغة إلقاء المعاني إليك سواء ألقاه لفظا أو كتابا وقد سمى الله تعالى القرآن حديثا ( 2 ) حدث به العباد وخاطبهم وكل محدث أحدث إليك شفاها أو بكتاب فقد حدثك به وأنت صادق في قولك حدثني وسمى الذي يحدث في المنام حديثا وقال تعالى ( ولنعلمه من تأويل الأحاديث ) ( 3 ) انتهى ( 4 ) .
343 - ( قوله ) " وكان الحافظ أبو نعيم يطلق " حدثنا " فيما يرويه في الإجازة " ( ) .
قلت من أجل هذا أدخل ابن الجوزي في الضعفاء أبا نعيم وحكى عن أبي بكر