وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وعطف ( وعملوا الصالحات ) لأن عمل الصالحات من أحسن التقويم بعد مجيء الشريعة لأنها تزيد الفطرة رسوخا وينسحب الإيمان على الأخلاق فيردها إلى فضلها ثم يهديها إلى زيادة الفضائل من أحاسنها وفي الحديث " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .
فكان عطف ( وعملوا الصالحات ) للثناء على المؤمنين بأن إيمانهم باعث لهم على العمل الصالح وذلك حال المؤمنين حين نزول السورة فهذا العطف عطف صفة كاشفة .
وليس لانقطاع الاستثناء هنا احتمال لأن وجود الفاء في قوله ( فلهم أجر غير ممنون ) يأباه كل الإباية .
وفرع على معنى الاستثناء وهو أنهم ليسوا ممن يرد أسفل سافلين الأخبار بأن لهم أجرا عظيما لأن الاستثناء أفاد بأنهم ليسوا أسفل سافلين فأريد زيادة البيان لفضلهم وما أعد لهم .
وتنوين ( أجر ) للتعظيم .
والممنون : الذي يمن على المأجور به أي لهم أجر لا يشوبه كدر ولا كدر أن يمن على الذي يعطاه بقول : هذا أجرك أو هذا عطاؤك فالممنون مفعول من عليه . ويجوز أن يكون مفعولا من من الحبل إذا قطعه فهو منين أي مقطوع أو موشك على التقطع .
( فما يكذبك بعد بالدين [ 7 ] أليس الله بأحكم الحاكمين [ 8 ] ) تفريع على جميع ما ذكر من تقويم خلق الإنسان ثم رده أسفل سافلين لأن ما بعد الفاء من كلام مسبب عن البيان الذي قبل الفاء أي فقد بان لك أن غير الذين آمنوا هم الذين ردوا إلى أسفل سافلين فمن يكذب منهم بالدين الحق بعد هذا البيان .
A E و ( ما ) يجوز أن تكون استفهامية والاستفهام توبيخي والخطاب للإنسان المذكور في قوله ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) فإنه بعد الذي استثني منه الذين آمنوا بقي الإنسان المكذب .
وضمير الخطاب التفات ومقتضى الظاهر أن يقال : فما يكذبه ونكتة الالتفات هنا أنه أصرح في مواجهة الإنسان المكذب بالتوبيخ .
ومعنى ( يكذبك ) يجعلك مكذبا أي لا عذر لك في تكذيبك بالدين .
ومتعلق التكذيب : إما محذوف لظهوره أي يجعلك مكذبا بالرسول A وأما المجرور بالباء أي يجعلك مكذبا بدين الإسلام أو مكذبا بالجزاء إن حمل الدين على معنى الجزاء وجملة ( أليس الله بأحكم الحاكمين ) مستأنفة للتهديد والوعيد .
و ( الدين ) يجوز أن يكون بمعنى الملة أو الشريعة كقوله تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام ) وقوله ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا ) .
وعليه تكون الباء للسببية أي فمن يكذبك بعد هذا بسبب ما جئت به من الدين فالله يحكم فيه . ومعنى ( يكذبك ) : ينسبك للكذب بسبب ما جئت به من الدين أو ما أنذرت به من الجزاء وأسلوب هذا التركيب مؤذن بأنهم لم يكونوا ينسبون النبي A إلى الكذب قبل أن يجيئهم بهذا الدين .
ويجوز أن يكون ( الدين ) بمعنى الجزاء في الآخرة كقوله ( ملك يوم الدين ) وقوله ( يصلونها يوم الدين ) وتكون الباء صلة ( يكذب ) كقوله ( وكذب به قومك وهو الحق ) وقوله ( أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وكذبتم به ) .
ويجوز أن تكون ( ما ) موصولة وما صدقها المكذب فهو بمعنى " من " وهي في محل مبتدأ والخطاب للنبي A والضمير المستتر في ( يكذبك ) عائد إلى ( ما ) وهو الرابط للصلة بالموصول والباء للسببية أي ينسبك للكذب بسبب ما جئت به من الإسلام أو من إثبات البعث والجزاء .
وحذف ما أضيف إليه ( بعد ) فبنيت بعد على الضم والتقدير : بعد تبين الحق أو بعد تبين ما ارتضاه لنفسه من أسفل سافلين .
وجملة ( أليس الله بأحكم الحاكمين ) يجوز أن تكون خبرا عن ( ما ) والرابط محذوف تقديره : بأحكم الحاكمين فيه .
ويجوز أن تكون الجملة دليلا عن الخبر المخبر به عن ( ما ) الموصولة وحذف إيجاز اكتفاء بذكر ما هو كالعلة له فالتقدير الذي يكذبك بالدين يتولى الله الانتصاف منه أليس الله بأحكم الحاكمين .
والاستفهام تقريري .
و ( أحكم ) يجوز أن يكون مأخوذا من الحكم أي أقضى القضاة . ومعنى التفضيل أن حكمه أسد وأنفذ